اليوم الثالث والعشرون – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم الثالث والعشرون
افرحي يا من أنعم الله عليها، الرب معك مباركة أنت في النساء ومبارك ابنك يسوع
هنيئــاً لـك، يـا مـن آمنـت بـأن مـا جاءهـا مـن عنـد الرب سيتــم.
جميــع الأجيــال تهنئــك لأن القديــر آتــاك فضـــلاً عظيمـــا.
يا قديسة مريم يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا. آمين.
لا تصلي للعذراء مريم لتؤمن خلاصك فحسب، كما يفعل الكثير من الذين يتاجرون بعبادتهم.
بل صلي لها بحب، لأنها هي أمك ولأنك تحبها… إرفع اليها نظرك كإلإبن الذي يطيل النظر الى وجه أمه، وليكن نظرك شعلة حب نارية. لتكن صلاتك لها نابعة عن عبادة حية شخصية، لا عبادة صلوات لفظية تتلوها بإهمال.
“إن إرادة الله هـي أن كل النِعم تأتـي إلينا عن طريق مريم” (القديس الفونس دى ليجوري)
اولادي الأحبّة،
بطريقة خاصة، اليوم ادعوكم للصلاة. صلّوا اولادي الصغار حتى تقدروا ان تستوعبوا من انتم، والى اين انتم بحاجة للذهاب.
كونوا حاملي الأخبار السّارة وكونوا شعب الأمل. كونوا الحبّ لكل اولئك الذين بلا حُبّ.
اولادي الصغار، سوف تكونون كل شيء، وستُحقّقون كل شيء فقط ان صلّيتم وكنتم منفتحين على مشيئة الله – الى الله الذي يرغب في ان يقودكم نحو الحياة الأبدية.
انا معكم وأشفع فيكم يوماً بعد يوم امام ابني يسوع.
اشكركم على تلبيتكم لندائي .(25/11/2014)
إنّها تجربة خطرة، بأن نشمئِزُّ من الصلاة التي أوصانا بها يسوع المسيح، وأن نلتجئ إلى الصلوات التي ألَّفها البشر. ليس ذلك لأنَّنا نرفُض الصلاة التي ألَّفها القدّيسون ليحثّوا المؤمنين على تسبيح الله، ولكن لا يمكننا إلّا أن نتألَّم عندما نراهم يفضِّلونها على الصلاة التي خرجت من فم الحكمة المُتجسِّدة، ويتركون النبع ليركضوا خلف الجداول، ويحتقرون الماء الصافيّة ليشربوا الماء العَكِرة.
– لأنَّه في النهاية، إنَّ الورديّة المؤلفة من الصلاة الربيّة ومن السلام الملائكيّ، هي هذه الماء الصافيّة والدائمة التي تجري من نبع النعمة بينما الصلوات الأُخرى التي يفتِّشون عنها بالكتب، ليس سوى جداول صغيرة تتفرَّع منها”.
القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور
الله نزل معه من الجسر
دخل القديس جان ماري فيانيه (خوري ارس) الكنيسة يوما فرأى امرأة تبكي بمرارة. عرفها فهي امرأة ترمّلت منذ بضعة أيام بطريقة مأساوية. فزوجها انتحر برمي نفسه من الجسر إلى النهر ومات غرقا. وكان أكبر ألم لهذه المرأة مجرد تفكيرها أن زوجها مات دون فرصة مصالحة مع الله وفي عملية الانتحار نفسها خطيئة تستحق جهنم. اقترب منها القديس يوحنا فيانيه، وبوحي من عند الله قال لها أن زوجها لم يذهب إلى جهنم وإنما نال الخلاص. فالتفتت المرأة إليه وباستغراب قالت: “كيف يمكن لزوجي أن يخلص ؟”.
فأجابها القديس: “بين الجسر والنهر مسافة طويلة، كان الله ينتظره فيها وهناك تصالحا لأن الله نزل معه من الجسر إلى الماء”. ولم تفهم المرأة لأن زوجها لم يكن يصلي ولا يعمل الخير، فأصرت على أن تفهم كيف حدث ذلك؟ فقال لها القديس حدث كل ذلك بفضل سيدتنا مريم العذراء. أنت لا تعرفين أن زوجك في أحد الأيام وهو عائد من الحقل كان يحمل ضمة ورد فمر من أمام الكنيسة وقدمها للسيدة العذراء. ومريم العذراء لم تنسَ أبدا هذا الصنيع ، فبالنسبة لها كان هذا كافيا لمحاولة إنقاذ زوجك من الحكم الأبدي.
عيد سيدة الزروع – 15 أيار
عيد له علاقة بالافخارستيا والقربان، حيث يصنع القربان من طحين القمح، والخمر من عصير العنب المعتّق. وبذلك تكون مريم أيضًا، في أعيادها، وسيطةً لسرّ القربان الاقدس.
أمّا عن موقع هذا العيد في منتصف أيّار ، ففي الانجيل إشارة لهذا الوقت، حيث مرّ تلاميذ يسوع يوم السبت وسط الحقول، فبدأوا يأكلون القمح وهو أخضر . (إنجيل لوقا 6 : 1 ـ 5)
الفلاّحون والمزارعون، يستشفعون العذراء مريم لتبارك مواسمهم ومزروعاتهم قبل موسم الحصاد وجمع الغلال حتى لا يصيب الموسم أيّ ضرر أو أذى جرّاء الطبيعة ولذلك أعطوا العذراء شفيعتهم في هذا العيد إسم “سيّدة الزروع”، ومن مظاهر هذه الشفاعة، إنّهم كانوا يضعون صورة العذراء وسط حقل المزروعات، ويصلّون للعذراء كالمسبحة مثلاً، ويقولون زيّاحها.
“يا أولادي، عندما تصلّون، أنتم تنقذون اخوتكم وأخواتكم، لا يجب أن تستعملوا ما يعرف بخدمة الشفاه. يجب أن تصلّوا بهدف واحساس من القلب. كل كلمة سوف تصلّى ببطء مع فهم ومنطق”.
يا مريم سلطانة الحب، أنتِ هي الموضوع الأعظم حباً، وأنتِ هي المحبوبة أشد حباً من الجميع، وأنتِ هي المتقدة بنار الحب أكثر من كل أحدٍ فيا أمي أنتِ كنتِ على الأرض مشتعلةً بكليتكِ دائماً بلهيب نار الحب نحو الله. فتنازلي مرتضيةً بأن تهبيني قلما يكون شرارةً واحدةً من هذه النار، فأنتِ قد تضرّعتِ لدى أبنكِ يسوع من أجل العروس والعروسة اللذين في وليمة عرسهما في قانا الجليل نقص عنهما الخمر قائلةً له تعالى: أن ليس عندهم خمرٌ: أفهل لا تتضرعين لديه من أجلنا نحن الفارغين من خمر الحب نحو الله، مع أننا ملتزمون التزاماً هذا حدّ صرامته بأن نحبّه عز وجل. فقولي إذاً له: أن هؤلاء ليس عندهم حبٌ: وهكذا أنتِ استمدي لنا منه هذا الحب، ونحن لا نطلب منكِ نعمةً أخرى غير هذه. فيا أيتها الأم الإلهية بحق المحبّة التي بها أحببتِ يسوع وتحبينه إستجيبي لنا وصلّي من أجلنا الآن وفي ساعة موتنا آمين
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.
آمين