اليوم الثاني والعشرون – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء

باقة حب لمريم العذراءباقة اليوم الثاني والعشرون


صلاة

ساعدينا يا مريم، اننا لانجد شفيعاً لنا اقرب منك، ولا نعرف رحمة أوسع من رحمتك من بعد رحمة ربنا يسوع. يا أمنا الحنونة فرّحي كل القلوب وافرجيها على كل من هم في ضيق وألم، آمين.


تأمل

أجمل ما خلقه الحب البنوي هو الحب والتسليم البنوي لمريم! هي عباده النفوس السخيه التي تعطي بلا قياس ولا حساب، لأن الحب لا يعرف القياس والحساب. فلتكن هذه العباده عبادتك.


من اقوال القديسين

“عندما أراد الله أن يتجسّد، لم يجد رداءاً يرتديه أجمل من التواضع”.
لقد جعل الله المرأة، أمّاً لابنه يسوع المسيح المتجسّد.
ومن دمها، دم الإله المتجسّد والمُرَاق لأجل خلاص البشر.
وما سعت إليه حوّاء بكبريائها- أن تصبح مثل الله- حقّقته العذراء لها ولكلّ أبنائها البشر.

القدّيس إسحاق السرياني


مريم العذراء

من رسائل العذراء في مديغورييه

اولادي الأحبة،

انا معكم ببركة ابني، معكم انتم الذين تحبونني وتسعون جاهدين في ان تتبعوني. وارغب ان اكون ايضاً معكم انتم الذين لا تقبلونني .لكم جميعا أفتح قلبي المليء بالحب وأبارككم بيديّ الأموميتين. أنا أم التي تفهمكم. لقد عشتُ حياتكم وعشت من خلال معاناتكم وافراحكم. أنتم الذين تعيشون الألم تفهمون ألمي ومعاناتي بسبب أولادي الذين لا يسمحون لنور ابني بأن يُنيرهم؛

اولادي اولئك الذين يعيشون في الظلام. هذا هو السبب في أنني احتاج اليكم – انتم الذين اسْتنرتُم بالنور واستوعبتم الحق. ادعوكم بأن تعبدوا ابني حتى تنمو روحكم وتصلوا الى الروحانية الحقيقية. رُسلي، انه حينذاك سوف تتمكّنون من مساعدتي .ان تساعدونني يعني الصلاة من أجل الذين لم يصلوا الى معرفة حبّ ابني .من خلال صلواتكم من اجلهم انتم تُظهرون لإبني بأنكم تحبّونه وتتبعونه .

لقد وعدني ابني بأن الشر لن ينتصر ابداً، لأنكم انتم، ارواح الحق، موجودين هنا؛ انتم الذين تسعون جاهدين لتلاوة صلواتكم من القلب: انتم الذين تُقدّمون آلامكم ومعاناتكم الى ابني؛ انتم الذين تدركون ان الحياة هي فقط طرفة عين؛ انتم الذين تتوقون الى ملكوت السماوات .كل هذا يجعلكم رُسُلي ويقودكم نحو انتصار قلبي .لذلك، أولادي، طهّروا قلوبكم واعبدوا ابني.

شكرا لكم. (2/11/2014)


في المسبحة الوردية

“إن تلاوة المسبحة هي الوسيلة الفعّالة لاسترضاء العزة الإلهية المهانة، ولشفائنا من الشرور التي قوضت أركان الأفراد والعائلات والأمم”. هذه الكلمات، هي للبابا لاوون الثالث عشر، الذي أهابت به الغيرة، أن يعظ منذرًا بضرورة أخذ سيدة الوردية كدواء أرسلته العناية الإلهية للشر الرازح في عصرنا. وكذلك استحق أن يدعى بابا الوردية؛ ففي مدة حبريته، كتب 12 براءة وعددًا من المراسيم، ليرسّخ صلاة الوردية في النفوس، ولكي يجعل تلاوة الوردية صلاة يوميّة.


حكايا مريمية

رسالة الى العذراء

الفتى جان في السادسة من العمر، بنطاله ممزق عند الركبتين، وشعره اشقر مجعّد، عيناه الزرقاوان الكبيرتان تحاول احياناً الابتسام، رغم كل ما ذرفتا من دموع! سترته القديمة اصبحت اسمالاً مهترئة. كان مقروراً وجائعاً في ذلك المساء الشتوي، اذ لم يتناول اي طعام منذ ظهر الامس. وخطر له ان يكتب رسالة … الى السيدة العذراء الطيبة.

واذ لم يكن قد تعلًم بعد القراءة والكتابة، قصد حانوت “محرر رسائل”. (في تلك الفترة انتشرت هذه المهنة فكان الأميون يتوجهون اليهم لتحرير رسائلهم) كان المحرر جندياً متقاعداً فقير الحال، حاد الطباع. وقد شاهده الفتى من خلال النافذة يدخن غليونه، فتجرأ ودخل، وقال له:

– هل تتكرّم يا سيدي، وتكتب لي رسالة ؟
– انها تكلفك عشرة فلوس.

اجاب الفتى بأدب، وهو يفتح الباب ليخرج:
– اذن، اعذرني.

غير ان المحرر أُخذ بلطفه. فسأله:
– هل انت ابن جندي ؟
– كلا، بل انا ابن امي.
– حسناً، وألا تملك عشرة فلوس ؟ ولا امك تملكها، كما يتضح من هندامك، فهي حريصة على الفلوس لكي تُعدّ الحساء. تعال! ان كتابة عشرة اسطر على نصف ورقة لن تزيدني فقراً.

واخذ المحرر ورقة كان قد دوّن عليها:

باريس في 17 كانون الثاني 1857
الى السيد …

وسأل الصبي:
– ما اسم السيد الذي ستبعث له بالرسالة؟
– ليس سيداً.
– هل هو سيدة اذن ؟
– نعم … لا … يعني …
– الا تعرف لمن ستكتب.
– بلا، اني اريد كتابة رسالة الى السيدة العذراء!

لم يضحك المحرر بل قال بقسوة:
– أفترض انك لا تسخر من جندي عجوز، هيا انصرف وابحث في الخارج.

استدار الفتى صامتاً كي يخرج، ولمح المحرر كاحليه العاريين، فرقّت نفسه لبؤسه، واستدعاه ثانية وسأله:
– ما اسمك ؟
– اسمي جان.
– جان ماذا ؟
– جان فقط.
– ماذا تريد ان تقول للسيدة العذراء.
– اريد ان اقول لها ان امي نائمة منذ الساعة الرابعة من مساء امس، ولم استطع ايقاظها، فهل لها ان تتكرّم وتوقظها ؟

احس المحرر بانقباض في صدره، وخشي ان يكون ما استنتجه من كلام الصبي صحيحاً. فسأله ثانية:
– كنت قبل قليل تتكلم عن الحساء …
– ذلك اننا بحاجة الى حساء. فقد اعطتني امي اخر كسرة خبز لدينا، قبل ان تنام.
– وهي ماذا تناولت من طعام يا صديقي ؟
– منذ يومين ما انفكت تقول لي انها ليست جائعة.
– وماذا فعلت كي توقظها ؟
– قبّلتها، كما افعل دائماً
– ولم تلاحظ شيئاً ؟
– كانت باردة جداً ، فالبرد يسود بيتنا.
– وهل كانت ترتجف ؟
– كلا ! كانت جميلة … جميلة … ويداها اللتان لا تتحركان مضمومتين فوق صدرها شديدتي البياض.

وجال في خاطر المحرر :”لطالما حسدت الاغنياء، مع اني آكل كفايتي. وها هي امرأة ماتت جوعاً … اجل جوعاً!”

ثم استدعى الفتى واجلسه على ركبتيه، وقال له برقة:
– يا صغيري، لقد كتبتُ رسالتك، وأُرسِلت، ووصلت المرسَلة اليها. والان اقتدني الى امك.
– بطيب خاطر. ولكن لم تبكي ؟

واجابه الجندي العجوز، وهو يُقبّله بحرارة ويغرقه بدموعه:

– وهل يبكي الرجال ؟

ثم نهض واضاف، كأنه يكلم شخصاً غير مرئي:

– اجل ايتها الأم. كوني سعيدة. فليسخر مني الرفاق ان شاؤوا. اني ارغب في الذهاب الى حيث انت موجودة  وسأتيكِ بصغيرك، الملاك المسكين الذي لن يبارحني بعد ابداً. فرسالته التي لم تُكتب قد اصابت هدفين: اعطته اباً … واعطتني قلباً.

المرأة المسكينة التي قتلها البؤس، لم يقيّض لها القيامة على هذه الارض. من هي ؟ لست ادري. لكني ادري ان ثمة شاباً في باريس، لا يملك دكان محرر رسائل. بل هو كاتب شهير يدبّج اقوالاً فصيحة رائعة، والجميع يعرفونه باسمه. اما المحرر العجوز فهو شيخ سعيد، فاضل، لكنه الآن مسيحي حق، ويفخر بأمجاد “الصغير”، كما لا يزال يسمي الكاتب الشهير الذي تبنّاه. لست ادري من هو ساعي البريد الذي يحمل مثل تلك الرسائل، التي تصل دائما الى عنوانها … الى السماء !!!


اعياد مريمية

عيد تكليل مريم سلطانـة على السموات والأرض (يوم 22 آب – أغسطس)

سلطانة السموات لأنهـا متوجـة بتاج العظمة والمجد لأنهـا والدة الكلمة المتجسد وهي تتطلع من عليائها بالرحمة والحنان على أبناء البشريـة..
وسلطانة الأرض لأن لها مملكة واسعة النطاق حيث لها العديد من الكنائس والأبرشيات الـمشيّدة على إسمهـا فـي جميع أنحاء الأرض..
بالإضافة إلـى كثير من الدول والـممالك التي اتخذت العذراء شفيعة ولها أبناء عديدون يدينون لهـا بالخضوع والحب والولاء لأنهـا أم يسوع وأمهـم.
إن مريم صارت حقاً سلطانـة السموات والأرض في الوقت الذي أصبحت فيـه أم الله صانع السموات والأرض (مز2:120).
ولقد بدأ في الإحتفال بـه من القرن الخامس والسادس الـميلادى فـى الكنائس الشرقيـة ذات الطقس البيزنطي ، ثـم بدأ في إدخالـه في الطقس الغربـي في عهد البابا بيوس الثانـي عشر.


من أقوال السيدة العذراء

صلّوا ! صلّوا ! فيعطى لكم. إقرعوا يفتح لكم. أطلبوا تجدوا . فبالصلاة والتكفير تنالون كل شيء إذا كان خيرًا لنفسكم…


من العذراء نطلب

نسألكِ يا والدة الإله أن تجعلي قلوبنا تتجه نحو قلب مخلصنا.
ضعي فينا محبة الطهارة
إسهري على الكنيسة المقدسة واحفظيها وكوني لها حصناً منيعاً يحميها من هجمات الأعداء،
كوني لنا إلى الله طريقاً، وفي الشدائد معونة،
وفي الأحزان تعزية، وفي التجارب قوة،
وفي الاضطهاد ملجأ ساعدينا خاصة عند ساعة الموت دعينا حينئذٍ نشعر بمفاعيل شفاعتك لدى قلب يسوع ابنكِ، لكي نباركه معكِ في السماء
آمين


نصلي المسبحة الوردية

أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.

اسرار الفرح

(ليومي الإثنين والسبت)

اسرار النور

(ليوم الخميس)

اسرار الحزن

(ليومي الثلاثاء والجمعة)

اسرار المجد

(ليومي الأحد والأربعاء)


صلوات البابا فرنسيس

الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:

الصلاة الأولى

يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.

ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.

تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.

الصلاة الثانية 

تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.

يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.

أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.

يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.

يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.

قد يعجبك ايضاً
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.