اليوم الثامن – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم الثامن
يا مريم، أعيرينا قلبك لنتحلى بشجاعة معانقة إرادة الله في كل تفاصيل الحياة… أعيرينا قلبك لنختار على مثالك يسوع: “الطريق والحق والحياة”. اسألي الرب أن يمنحنا بشفاعتك ذاكرة كذاكرة قلبك الذي يهذي بإحسانات الرب. وعندما يتعب القلب من الحب، عندما تثقل الحياة كاهلنا بواجباتها فيضيق خلقنا، أسرعي وأعيرينا قلبك يا مريم. يا أماً حبيبة، إننا نقبلك في كل ما هو لنا، فأعيرينا قلبك يا حنونة يا رؤوفة يا مريم الحلوة اللذيذة. آمين.
لا توجد إمرأة تنبأ عنها الأنبياء وأهتم بها الكتاب مثل مريم. رموز عديدة عنها في العهد القديم وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات في العهد الجديد. انها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا، الملكة القائمة عن يمين الملك، العذراء دائمة البتولية المملوءة نعمة، القديسة مريم الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص، الكرمة الحقانية. هذه هي التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها: علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم.
يؤكد العلامة أوريجانوس على دوام بتولية العذراء في عظاته على سفر اللاويين. وفي موضع آخر يقول: “لقد تسلمنا تقليدا في هذا الشأن. أن مريم قد ذهبت (إلى الهيكل) بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد، ووقفت في الموضع المخصص للعذارى.
حاول الذين يعرفون عنها أنها أنجبت ابنا طردها من الموضع، لكن زكريا أجابهم أنها مستحقة المكوث في موضع العذارى، إذ لا تزل عذراء”. (العلامة أوريجانوس).
مع الحب الأمومي أشتهي مساعدتكم في حياتكم بالصلاة والتكفير عن الذنوب كي تكون محاولاتكم صادقة في التقرّب إلى ابني ونوره الإلهي – حتى تعرفوا كيفية فصل أنفسكم من الخطيئة.
كل صلاة، كل قداس وكل صوم هو محاولة من التقرّب اكثر إلى ابني، هو تذكار لمجده وملجأ من الخطيئة. بل هو وسيلة لإتحاد متجدّد بين الآب السماوي الطيب وأولاده.
لذلك، أولادي الأعزاء، بقلوب مفتوحة ومليئة بالحب، اصرخوا ونادوا باسم الآب السماوي كي ينيركم بالروح القدس. من خلال الروح القدس سوف تصبحون نبعاً لمحبة الله. كل أولئك الذين لا يعرفون ابني، كل اولئك المتعطشين لمحبة ابني وسلامه، سوف يشربون من هذا النبع.
شكرا لكم. صلوا من أجل رعاتكم. أنا اصلّي من اجلهم وأرغب بأن يشعروا دائما ببركة يدي الأموميتين وبدعم قلبي الأمومي“. (2/4/2014)
“لا أجد شيئاً أكثر قوة في جذب ملكوت الله، والحكمة الإلهية إلى نفوسنا، كوصل وربط الصلاة اللفظية بالصلاة العقلية، وذلك يتوفر لنا في تلاوة المسبحة، وتأملنا أسرارها المقدسة”. (الطوباوي لويس غرينيون دي مونفور).
عذراء الخدم
كان تمثال جميل للعذراء في حديقة قصر إحدى الأميرات بالنمسا. وكانت لهذه الأميرة خدم كثير و لكن كانت هناك وصيفة واحدة لخدمتها الخاصة منذ عدة سنوات. وفي أحد الأيام، إذ بها لا تجد خاتمها الماسي الثمين.. فنادت على وصيفتها “فيولا” في لهجة غاضبة .. وقالت لها: “أين خاتمي الثمين الذي أهداه لي الإمبراطور شخصيا؟ يجب أن يظهر هذا الخاتم حالاً …”
لم تتعود “فيولا” أن تسمع هذه النغمة من الأميرة الصغيرة … فهي تعتبرها ابنتها … فهل وصل الأمر أن تشك فيها.
لم تجب “فيولا” بل أسرعت نحو الحديقة حيث تمثال السيدة العذراء وقالت لها انجديني يا أمي الملكة … فما كان من الأميرة إلا أن قالت لها عندما رأتها أمام التمثال “أن العذراء ليست للخدامين …”
شعرت “فيولا” و كأن خنجر يخترق قلبها… و عبثا حاولت أن يغمض لها جفن هذه الليلة … فدموعها تنساب بغزارة … هل حقا أيتها السيدة العذراء أنت لست للخدم؟ ألا يحق لي أن أدعوك أمي؟ هل حتى عند الله يوجد سادة و خدام؟
و أرادت الأميرة أن تحضر إحدى الحفلات … فأخرجت شالها الدانتيل لتلبسه حتى تستكمل أناقتها … وإذ بالخاتم عالق في طرف الشال حيث اشتبك الدانتيل بأحد الفصوص … خجلت الأميرة جدا من نفسها. وذهبت إلى وصيفتها مسرعة تعتذر لها لأول مرة في حياتها … وحتى تعبر عن أسفها الشديد و ندمها …. قررت أن تهدي هذا التمثال للكنيسة و يسمى تمثال عذراء الخدم حتى يعرف كل البشر أن العذراء هي أم لكل إنسان …
فعلا تم نقل التمثال للكاتدرائية و اشتهر بهذا الاسم في كل الدولة فالعذراء مستعدة أن تكون أما لك إن دعوتها … فهي قريبة جدا من أولادها … و ابنها الحبيب لا يرفض لها طلب … إذ ليس لنا دالة و لا حجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل إلى الذي ولد منك يا والدة الإله العذراء لأن كثيرة هي شفاعتك و مقبولة عند مخلصنا.
عيد مريم أم المعونة الدائمة 27 حزيران
قصة أيقونة سيدة المعونة الدائمة
القديس لوقا الإنجيلي هو الذي رسم صورة سيدة المعونة الدائمة وهي من أجمل صور العذراء مريم وأشهرها. وكانت الصورة موضوع عبادة أولاً في مدينة القدس مدة أربعة أجيال تقريباً ثم انتقلت لتجعل مقامها في مدينة القسطنطينية. ومعروف أنه في منتصف القرن الخامس أهدت الإمبراطورة أفدوكيا هذه الصورة العجائبية إلى أمبراطورة القسطنطينة بلخاري نسيبتها.
وقد جرى احتفال نادر المثيل لدى وصول هذه الصورة الثمينة إلى عاصمة بيزنطية إذ هبّ شعب المدينة كله لإستقبال صورة “أم المعونة الدائمة” وشادت الإمبراطورة بلخاري بدافع من تقواها كنيسة جديدة على اسم العذراء ووضعت فيها هذه الصورة الشهيرة وعيّنت لها عدد من الرهبان يقومون بحراستها. وراح الشعب يعظّم البتول ويقيم لها ألواناً من الزياحات والتطوافات وراحت العذراء تسكب على الجميع بركاتها ونعمها. فنقل الرسامون بناءً على طلب الشعب نسخاً عنها وزّعت على الأسر.
وعندما حلّت الأيام السود على مدينة القسطنطينية بدخول محمد الثاني في 30 أيار 1453، فأراد أن ينتقم من الشعب فمّزق صورة العذراء الغالية إلى قطع. وهكذا زالت الصورة من الوجود. ولكن العناية الإلهية كانت قد سمحت بأن ينقل عن الصورة عدد كبير من النسخ وأن بعض تلك الصور وجدت طريقها إلى بلاد أوروبا الغربية ومنها صورة محفوظة في فرنسا يعود تاريخها إلى الجيل الرابع عشر أو مطلع الخامس عشر رسمها رسام يوناني في جزيرة كريت، وكتب عليها بالحروف اليونانية، ومنها نسخة طبف الأصل أخذت طريقها إلى روما.
أما كيف وصلت هذه الصورة من كريت إلى روما فالأمر مدّون على مخطوط قديم محفوظ في مكتبة الفاتيكان ذكر فيه أن أحد التجار سرقها من إحدى كنائس الجزيرة حول العام 1496 وجاء بها إلى روما. إكتُشِف بعد مدة طويلة وجودها في كنيسة القديس متى في روما حيث انتشرت عبادتها انتشاراً واسعاً بين الشعب في عهد البابا الكسندروس السادس. ثم عادت تلك الصورة فغابت عن الأنظار سنة 1798 بتهديم الكنيسة نفسها على اثر اجتياح جيوش نابوليون بونابرت.
غير أنَّ عناية الله كانت قد هيأت مرة ثانية أن ينقل عن تلك الصورة قبل الفاجعة ثلاث نسخ موجودة حالياً في مكتبة الفاتيكان. وعن هذه يأخذ الرسامون حالياً ليصوروا النسخ المنتشرة في العالم.
إن صلاة الوردية هي بمثابة ترس منيع يدمر البدع، ويحرر النفوس من نير الخطيئة، ومن الغرائز الشريرة.
السيدة العذراء، شفاء المرضى
أيتها العذراء الفائقة القداسة، يا أمّ الكلمة المتجسّد، يا موزعة النِعم، و ملجأ الخطأة، ألتجئ إلى عاطفتك الوالدية بإيمان حي، و أتوسل إليك منحي نعمة أن أتمم مشيئة الله على الدوام. في يديك المقدستين أودع قلبي، سائلاً إياك صحة النفس و الجسد، و برجاء كبير أن تسمعي صلواتي يا أمي الحبيبة.
في حضن رحمتك الرقيقة، أودع نفسي و جسدي، هذا اليوم، و كلّ يوم، و في ساعة موتي. أستودعك كلّ آمالي و تعزياتي، كلّ محني و تعاستي، حياتي و نهاية حياتي، حتى ترتب و تنظّم كلّ أعمالي بحسب إرادتك وإرادة ابنك الإله. آمين
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.