الوردية تمنع انقسام العائلات
ليندا مراهقة في الرابعة عشرة من عمرها، كانت تتلقى دروساً على يد احد اصدقائي ، وهو معلم تعليم مسيحي هناك. زار هذا المعلم مديوغوريه عدة مرات. وقد ادرك اهمية تلاوة صلاة الوردية في العائلة. وكان شاهداً على عجائب خارقة تمّت في بعض العائلات.
وذات يوم قصدته هذه الفتاة منهوكة القوى، وقالت له: “أتعلم يا سيد نولان؟ انني الفرد الوحيد في العائلة الذي يشارك في قداس الأحد. جميع افراد عائلتي معمّدون، وجميعهم كاثوليك. غير ان ابي وأمي لا يحضران القداس الإلهي ابداً. وكذلك أخي الذي بلغ عامه الثاني عشر. ولقد علمت منذ قليل ان والديّ قرّرا الطلاق. أخي وانا صَعقنا الخبر. ابي سيغادر المنزل وقد وجد شريكة حياة أخرى.”
حينئذٍ أشار عليها صديقي بما يلي: “أصغي جيداً، واليكِ ما تفعلين. ستصلّين الوردية على نوايا العذراء القديسة. وستوكلين أمر أبيكِ وأمّكِ والمرأة التي يصحبها أبوكِ الى العذراء القديسة، لكي تهتم بتدبير أمور منزلكم وتعيد نظام الرب الى عائلتك. بعد هذا سنرى اذا ما كان يمكن ان يشارك اخوكِ في صلاة الوردية، فتصبحان اثنان بدلاً من شخص واحد يصلّي.”
باشرت الصبية صلاة الوردية منفردة. ولكن الثقة كانت تغمر قلبها. فلقد كرّست كل شيء للعذراء القديسة. وفي النهاية رضي أخوها بالإنضمام اليها. وحينئذٍ رتّبا مشروعاً: كل مساء كانا يهبطا سرّاً الى القبو ليصلّيا الوردية. وصلاة الوردية تدوم ما يقارب الساعة. وحّدا صوتيهما وتشفّعا ليتمّ مشروع الرب على العائلة، وليفشل مخطّط الشيطان.
ولاحظ المعلم نمو هذه الصبية. فأول ما أخبرته اياه ليندا انها تصالحت مع اخيها وتناسيا كل خلافاتهما الصغيرة.
وبعد اسبوع، دخلت ليندا الصف في غمرة الفرح وبشّرت معلّمها بأن الطلاق قد أرجئ. وقبل موعد الطلاق المحدّد أسرّت لصديقي: “قد لا تصدقّني، لقد عدل والديّ عن الطلاق. وأبي قرّر البقاء مع أمي! وهذا نصر كبير، كبير لنا!
وتابعَت الصلاة.
وبعد اسبوع آخر، وصلت الى المدرسة وبادرت معلّمها بقولها: “سيدي، أتعلم ما جرى؟ نهار الأحد رافقتني أمي الى القداس.” هذه قوة الوردية!
ونهار الأحد الثاني صحبهم الأب بدوره الى القداس. ومنذ ذلك الأحد، لم يعد يفوّت قداساً واحداً. هكذا غدت هذه العائلة تصلّي الوردية معاً وقد توحّدت، ومخطّط الله الذي أعِدّ لها يتمّ شيئاً فشيئاً.