مريم عند أقدام الصليب

عن مريم، عند أقدام الصليب يقتصر الإنجيل على القول انها كانت هناك واقفة.

مريم عند الصليب

كانت منتصبة، لا جسديّاً، بل نفسها التي كانت منتصبة، مُفعمة قوّة، وقدرة، وفهماً، وحبّاً، كليّة الإستقامة، واليقظة، والمراقبة.
كيف لا، وهي المرأة القوية، أمّ الله، منعة الكنيسة؟
فهل تستسلم في تلك اللحظة الحاسمة، وهل تنهار؟
هذه الساعات الثلاث التي كان عليها إنفاقها في مواجهة ابنها، ابنها التي أمست أعضاؤه الأربعة موثقة بعنف، بحبث لم يعد بوسعه البعاد عنها، هل يسوغ ان تحرمه لحظة منها؟ وهل كانت تلك مناسَبة ملائمة لكي تنهار، وتستسلم للإغماء، وتنكفئ على ذاتها؟
وهتف يسوع منتصراً بصرخته المريعة: “لقد تم!”
في تلك اللحظة كانت مريم ترتعش وتختلج من قمّتها الى أخمصها، فلم تكن تلك لحظة انتحاب.
فلتهتزّ الأرض، ولتحتجب الشمس، وليتمزّق حجاب الهيكل من أعلاه الى أسفله.
ولكن مريم تظلّ واقفة، ولا تتزعزع!
انها ترى، وتعرف، وتنظر، وتشهد، وتعطي، وتقبل، وتوافق: “ها انا آمة الرب!”
هي حقّاً هنا، مرة أخرى، آمة الرب!
قد يعجبك ايضاً
تعليق 1
  1. Michel

    الله يعطيكم ويزيد وتضلوا تعطوا وتزيدوا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.