الوردية اقوى من السكّين
في برشلونة كانت امرأة شابة منضمة الى اخوية الوردية تتلو يومياً صلاتها بتقوى، وتطلب بشكل خاص من العذراء ان تخلصها من كل خطر. فقد كان زوجها عنيفا، كثير الشكوك والغيرة، يتهمها من دون اي سبب بعدم الامانة.
انتهى به الاقتناع بأن امرأته مذنبة، فقرر غاضبا في ليلة، ان يقتلها منتقما. فأخذ السكين ودفعها على الارض وتحضّر ليطعنها بعنف. اما هي ففي قلب قلقها واضطرابها، لم تنس ان تستغيث بسيدة الوردية التي تتعبد لها، طالبة منها ان تُظهر له براءتها.
رفع الزوج السكين وبدأ يطعن امرأته من دون ان يكترث للعواقب، فيا للدهشة، الحديد الذي اخترق ملابسها ولمس جسدها، قد التوى على نفسه كشمع ليّن، ثم ضربه على صدره، جارحا اياه جرحا طفيفا.
لمست هذه الاعجوبة قلبه فذرف الدموع، وطلب السماح من زوجته على شكوكه الظالمة وعنفه. في اليوم التالي اسرع بالمجيء الى مذبح الاخوة المبشرين بالوردية، وشكر العذراء على عنايتها بزوجته. ثم انضم الى الاخوية واصبح من اكثر اعضائها تقوى.
هذا الحدث تم في حزيران 1550. السكين الملتوي قد عُلِّق على حائط الكنيسة تذكارا للأعجوبة.
لتكن صلاة الوردية السلاح الذي من خلاله ندافع عن ذواتنا، ولنتخلّى عن كل شكوكنا الباطلة.