اليوم العشرون – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم العشرون
أيتها العذراء المجيدة، لقد اختارتك المشورة الأزلية لتكوني أمّ الكلمة الأزلي المتجسد. أنتِ حافظة النِعم الإلهية والمحامية عن الخطأة. ألتجئ إليك أنا عبدك غير المستحق، تكرّمي وكوني هاديتي ومشورتي في وادي الدموع هذا. استمدي لي، بواسطة دم ابنك الثمين، غفران خطاياي، خلاص نفسي، والوسائل الضرورية للحصول عليها. وكذلك، استمدي للكنيسة المقدسة الاتنصار على أعدائها وانتشار ملكوت المسيح في العالم أجمع. آمين.
أيتها الأم الملكة
أيتها الأم التي لا تصمت صلاتها
يا أم الأمهات .. من أحن علينا منكِ
متى لجأنا إليكِ و لم تحضري سريعاً تحتضني، تتشفعي وتعزي ..
فأيها المتألم لتفرح الآن ولتسبح ولتمجد والدتنا الحنونة
يا أمهات العالم انظروا قديسة القديسات و سيدة العالم
اسمعوا تعزيتها و شفاعتها التي لا ترد..
سمعت القديسة بريجيت يوما يسوع يقول لأمّه :”أمّاه، اطلبي مني كل ما ترغبين فيه”. وسمعت مريم تجيب :”انما أطلب الرحمة للبائسين”.
اولادي الأحبة،
بحب أمومي أتوسّل اليكم، أحبّوا بعضكم البعض. ليكن في قلوبكم، كما اشتهى ابني منذ البداية، الحب للآب السماوي ولقريبكم في المكان الأول – فوق كل شيء آخر في هذه الحياة. اولادي الأعزاء، ألا تتعرّفون على علامات الأزمنة؟ ألا تتعرفون انّ كل هذه الأشياء التي حولكم، والتي تحدث، هي بسبب عدم وجود الحبّ؟ إفهموا ان الخلاص هو في القِيَم الحقيقية.
إقبلوا قوّة الآب السماوي، أحبّوه وكرّموه. امشوا في خطى ابني. انتم، يا اولادي، يا رسُلي الأعزّاء، انتم دائما تجتمعون حولي من جديد، لأنكم عطاش. عطاش الى السلام، الى الحبّ والسعادة. إشربوا من يديَّ. يداي تقدّم لكم ابني الذي هو نبع الماء الصافي.
هو سيُحيي ايمانكم ويُطهّر قلوبكم، لأن ابني يحبّ القلوب النقيّة والقلوب النقيّة تحبّ ابني. فقط القلوب النقيّة هي متواضعة ولها ايمان ثابت. اطلب لكم كهذه القلوب، اولادي. أخبرني ابني انني أمّ العالم اجمع.
أطلب منكم انتم الذين قبلتم بكوني كذلك ان تساعدوني، بحياتكم، بالصلاة والتضحيات، كي يقبل بي أولادي كلهم كأمٍّ لهم – حتى استطيع ان أقودهم الى نبع الماء الصافي. شكراً. أولادي الأحبّة، حين يقدّم رعاتكم جسد ابني بواسطة اياديهم المباركة، دوما في قلوبكم أعطوا الشكر لإبني على تضحيته وايضاً على رعاتكم الذين يعطيكم اياهم من جديد. (2/10/2014)
إنّكم تُقنِعون أنفسكم أنَّ الصلوات الموجودة في الكتب هي للعُلماء والأغنياء، وأنَّ الورديّة هي فقط للنساء والأولاد وعامة الشعب، وكأنَّ التسابيح والصلوات التي تقرأونها، هي أكثر جمالاً واسْتِحساناً لدى الله، من التسابيح والصلوات المُتضمِّنة في الصلاة الربيّة.
القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور.
شفاء في لورد
الاخوان جاكار كاهنان يجوبان الارض كي يقدّما الخدمات لمن قسا عليهم الدهر، فيصنعا اجهزة تساعد المعاقين جسدياً على السير والحركة. يعملان هذه الاجهزة بارخص كلفة وبمتناول عامة الناس.
روى احدهما، الاب الطبيب ريمون جاكار ما يلي: “في شهر حزيران من عام 1954 جرى لي حادث اصبح مرتفع مضيء في حياتي. ففي احد ايام ذلك الشهر كنت ماراً بلورد، والتقيت جاك. كان ممدّداً على محفّة وسط طائفة من الجنود الاخرين المعاقين نظيره، وقد وافوا في موكب حج عسكري. كنت قد عرفت جاك قبيل ذلك في مشفى ديجون العسكري، وكان عائداً من الهند الصينية مصاباً بانفجار لغم كان قد حطّم حوضه، وشطر عظم فخذه الى قطعتين، ومزّق اعصابه، فتطاير في الهواء وفخذه مدلاة خلفه. وعندما استعاد رشده، وتبيّن ما حلّ به، انتزع من قائده وعداً ان يخبر زوجته انه مات بلا ألم، وملتمساً ان تحدث له حفرة يُدفن فيها.
بعد بضعة اشهر جيء به الى مشفى ديجون حيّاً لكن مقعداً طيلة ما تبقى له من حياة. كنت انا حينئذ اؤدي خدمتي العسكرية بصفتي ممرضاً. وكان جاك يدعوني مازحاً “الكاهن المتدرّب”، مع انه كان يُظهر لامبالاته بالإيمان الذي فقده، كانت تجمعنا علاقة تفاهم وودّ. ولست ادري صلاة اي مجهول قادت الى لورد ذلك المعاق الذي يأبى اي حديث عن الدين. إتّسم لقاؤنا بالفرح، وسرعان ما خرجنا في نزهة عبر المدينة، مع اثنين من زملائه، مستلقين مثله على محفّات ذات عجلات. لم يكن راغباً الا في التجوال. كنت انا اجرّ محفّته التي كان يسميها “العربة التي يجرها حمار”. ولكن يبدو ان بعض الحمير تحظى بالوحي. فقد اقترحت عليه زيارة غير مألوفة قائلاً:
“ان هنا رائعة ما زلت تجهلها. هنا مغارة صخورها اشدّ نعومة من وجنتيّ زوجتك، فهل لديك رغبة في مشاهدتها”؟
فأجاب: “نعم، ولكن لا في هذا المكان”. مشيراً الى فناء الكاتدرائية. فطمأنته: “لا تقلق، سنقصد ضفاف نهر الغاف”.
لم يعترض، فمضينا على مهل.
فيما كان يجسّ الصخر الصقيل، ارتقت ابصاره الى بضعة امتار فوقها، وشاهد العذراء عن كثب فعقدت الدهشة لسانه، وقمنا بجولة حول الهيكل المنتصب في صدر المغارة ، متأملين النبع الصغير العجائبي. توقفت عربته امام احواض الاستحمام. فلم يمانع في استحمام منعش، اذ كان الطقس حاراً. وصلّينا مع جمهرة من الحجاج المحتشين عند احواض الاستحمام، من اجل الجنود، وخاصة من اجل جاك ورفاقه الذين ضحوا بحياتهم من اجل الوطن.
ثم عهد ممرضان بتغطيس جاك، واوعزا اليه قبل ذلك، ان يتلو صلاة كان نصّها معلّقاً على الجدار المقابل. ولكنه من غير تردّد ادّعى جهله للقراءة.
فتلا الممرضان الصلاة عنه، وغطّسا الملحد الذي ادّعى الأميّة ، والذي امعن في مضايقتهما قائلاً:
“انني اعرف ممرضة تحسن الغسل خير منكما”.
بدا الماء لجاك دافئاً، وشعر بالراحة، فدنوت منه، وسقيته من الماء الذي كان غاطساً فيه. وساعده الممرضان على الخروج من الماء، وعلى صعود الدرج الاول. عندما انتهى الى الدرج الثاني هتف: “ابعدا ايديكما عني، فانا اقوى على السير بمفردي”. واتكأ على ساقه التي شُفيت، متسائلاً ما كان يحدث له. ثم ارتمى على عنقي منتحباً ومردداً:
“ولكن يا ريمون، علام يحدث هذا لي، انا الملحد، في حين يتوافد كثيرون من المرضى المؤمنين، التماساً للشفاء”؟
وما كان مني الا ان قلت له: “دع مريم تفعل، فهي أمنا”!
كانت تلك لجاك اعجوبة ظاهرة، وكانت لي اعجوبة داخلية: فحضور امي مريم، في قلبي البنوي، سيدمغ حياتي كلها! اجل! شُفي جاك في ذلك اليوم. بُعث انسان من اعاقته، وانطلق يمشي. انسان سأرى امثالاً له كُثر في المستقبل. انني موقن ان ما من اعاقة اسوأ من عدم الايمان بالله وبعطفه. اجل! ان الله حرّ. وهو حرّ بأن يُحِبّ … فما هو ألّا حب!!!
عيد مريـم أم الـمشورة الصالحـة
(26 أبريـل – نيسان) 26 نيسان :
مريم ام المشورة الصالحة الحِكمة أو الفطنـة هـي فضيلـة من شأنهـا أن تؤهـل من اتصف بها أن يحسن إختيار الطرق الـموصلة للخلاص. ان مريم فـي كل أدوار حياتهـا كانت فـي غايـة الحِكمة بل كانت مثال الحِكمة ولهذا فيـمكنهـا بـمثال حياتهـا أن تكون نموذجـا للـمشورة والحِكمة الصالحة والتي تقود الإنسان للخلاص والحياة مع الله.
ويصف الكتاب الـمقدس يسوع المسيح بأنه حكمة اللـه، ومريم أم يسوع تُعطي من يلتجئ إليهـا يسوع الِحكمة الأزليـة وتسأل الروح القدس أن يهب الإنسان أن ” يعلم كل شي” حسب وعد السيد الـمسيح لتلاميذه :
“وأما الـمعزّى الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمي فهو يُعلّمكم كل شيء ويُذّكركم كل ما قلتـه لكم”(يو26:14).
“لن تنجح ببراعة الكلام، بل بهذه السبحة التي بيدك. فأنا معك، ومتى هديتهم، علِّمهم أن يصلوها .”السيدة العذراء للقديس دومنيك”.
يا مريم العذراء، أم اللّه وأمنا، ما أشدّ رغبتنا في أن نحظى بعطفكِ وحنانكِ، وأن تمتلكينا بكلّيتنا. ونحن نكرّس لك اليوم ذاتنا بكلّيتها مع كل حواسنا حتى لا نرى ولا نسمع ولا نقول إلاّ ما يرضيكِ. ونقدّم لكِ قلوبنا فاملئيها بيسوع، واجعليها حنونة على القريب وشفوقة على الضعيف، وامنحينا نعمةً نستطيع بها أن ننشر كل أيام حياتنا، نورَ يسوع وفرحهَ ، محبتَه وسلامَه ، فنحيا دائماً تحت نظركِ ونموتَ يوماً بين يديكِ يا أمنا . آمين.
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.