اليوم السادس والعشرون – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء

باقة حب لمريم العذراءباقة اليوم السادس والعشرون


صلاة

أيتها العذراء النقية ها آنذا منطرحا امام قدميك المباركتين اهنئك من صميم قلبي بانك قد انتخبت منذ الأزل لتكوني ام الكلمة الأزلية ووقيت من الخطيئة الأصلية. فالشكر والبركة للثالوث الأقدس الذي انعم عليك بهذه الـمنن في الحبل بك الطاهر. وأسألك أن تلتمسي لي نعمة انتصر بها على مفاعيل الخطيئة الأصلية التي تكنتفني وأقوى عليها وأن أحب الرب إلهي الى الأبد. آمين.


تأمل

على مدى ألفيّة كاملة كانت صلاة السلام عليك يا مريم هي الصلاة الأكثر تكراراً من سواها في الكنيسة. وعلى الرغم من قصرها، برهنت على مرّ العصور أنّها انفتاح حقيقيّ على سرّ حبّ الله ومعناه. فهي تضمّ بين كلماتها إشعاعاً وعمقاً للحقيقة اللاهوتيّة.

فصلاة السلام عليك يا مريم لم تعد مجرّد تأمّل شخصيّ قصير في الليتورجيا العامّة، بل أصبحت شكلاً من أشكال التديّن الشخصيّ نَعبُر من خلالها من حالة يأسٍ قد تنتابنا قبل أن نباشر صلاتها إلى حالة نعمة وخلاص قبل أن ننتهي منها. لمَ لا؟ أليست هي أمّ الرحمة الأشدّ رحمة!


من اقوال القديسين

السلام عليك يا سيدةً، يا ملكةً قديسةً،
يا مريم والدةُ الله القديسة،
أيتها العذراء التي صارت كنيسة،
واختارها الآب السماويُّ الكلي القداسة، وكرّسها،
هو وابنه الحبيب الكلي القداسة، والروح القدس البارقليطُ،
يا من كان فيها ولا يزالُ كل ملءِ النعمةِ، وكل خير.
السلام عليك، يا قصرهُ، السلام عليك، يا خباءه، السلام عليك، يا بيته.
السلام عليك يا ثوبه، السلام عليك يا أمته، السلام عليك يا أمَّه.
والسلام عليك أيتها الفضائلُ المقدسةُ كلها، المنسكبة في قلوب المؤمنين،
بنعمةِ الروحِ القدس وتنويره، لكي تحوِّلهم من عديمي الأمانة إلى أُمناء لله.

(القديس فرنسيس الأسيزي)


مريم العذراء

من رسائل العذراء في مديغورييه

اولادي الأحبّة،
انا هنا في وسطكم كـأمّ ترغب بمساعدتكم في معرفة الحقيقة.
حين عشت حياتكم على الأرض كانت عندي المعرفة للحقيقة، وهذا وحده قطعة من السماء على الأرض .
هذا هو السبب في أني ارغب ذات الأمر لكم، اولادي.
الآب السماوي يرغب في قلوب طاهرة مليئة بمعرفة الحق. وهو يرغب في ان تحبّوا جميع الذين تلتقون بهم، لأني انا ايضاً أحبّ ابني الذي في جميعكم.
هذه أول البداية في معرفة الحقيقة.
كثير من الحقائق الزائفة تُقدّم لكم، سوف تتغلّبون عليها بقلب تطهّر بواسطة الصوم والصلاة والتوبة والإنجيل.
هذه هي الحقيقة الوحيدة وهي الحقيقة الوحيدة التي تركها ابني لكم.
لستم بحاجة في أن تختبروها كثيراً.
الذي أطلبه منكم هو – كما فعلت انا – ان تُحبوا وتعطوا.
اولادي، اذا احببتم، قلبكم سيكون مسكناً لإبني ولي.
وكلام ابني سيكون النور المرشد في حياتكم.
اولادي، سوف استعملكم، رُسُل المحبة، كيما تساعدوا جميع اولادي حتى يعلموا الحقيقة.
اولادي، صلّيت دائماً من اكل كنيسة ابني، ولذلك اطلب ايضاً ذات الأمر منكم
صلّوا لرعاتكم كي يُشعّوا الى الامام في حبّ ابني. شكراً لكم . (2/1/2015)


في المسبحة الوردية

صلاة المسبحة هي صلاة كنسيّة، لأنّها صلاة أبناء الكنيسة مع مريم أمّ الكنيسة، يرفعون صلاتهم نحو الآب والإبن بالرّوح الّذي يعطي الكنيسة القدرة على الصلاة. هي صلاة ولدت في الكنيسة، ترفعها الكنيسة حتى حين تتلى بشكل فرديّ. هي ليست صلاة ليتورجيّة، ولكنّها صلاة كنسية، أغنت الكنيسة بنعمها، تلاها القدّيسون ونشروها أينما كانوا وسيلة عبادة لله وأكرام لأمّ يسوع القدّيسة. صلاة المسبحة هي صلاة انجيليّة، بصلاتها يحيا المؤمن من جديد أعمال السيّد الخلاصيّة، فيتأمّل في تجسّده في حشا مريم ساعة البشارة، وولادته في مغارة بيت لحم، وصولاً الى موته وقيامته، صعوده وإرساله الرّوح القدس.


حكايا مريمية

وعد العذراء

اخبرنا كاتب سيرة القديس (البرت الكبير) 1193 – 1280 انه بعد دخوله الدير انصرف لقضاء فترة الابتداء، ومن بعدها شرع بدراسة الفلسفة. وهي مرحلة ضرورية لمن يتهيأ للكهنوت، لكنه لم ينجح كسائر اقرانه، واستصعب الدراسة لما فيها من نظريات فلسفية، فقرر ان يترك الدير و يعود الى اهله.
واذ كان متعبداً منذ نعومة اضفاره لمريم العذراء، لذا دخل الكنيسة واخذ يبتهل اليها بحرارة لترشده الى الطريق الصحيح، اذ كان قد اعتنق السيرة الرهبانية عن اقتناع وايمان، وكان يرغب حقيقة خدمة الرب. فظهرت له الام الحنون وشجعته على المضي في طريق الحياة التي اعتنقها ووعدته بنعمة خاصة لاستيعاب العلم وفهم الدروس وانبأته انه سيصبح يوما ما عالما” طائر الصيت وذا تضلّع واسع في المعارف وتفسير الكتب المقدسة.
ثم اردفت قائلة: سيأتيك يوم تفقد فيه معارفك، لتعلم بان ما اكتبسته كان هبة خاصة مني. فانكب على الدراسة باجتهاد منقطع النظير واثقا” بوعد العذراء وعونها، فهي بكل حق كرسي الحكمة، حتى اصبح من اكبر علماء عصره في مختلف العلوم ، وشرع يلقي الدروس في اشهر المعاهد العليا. وفي احد الايام، بينما كان يلقي محاضرة في مدينة كولن بالمانيا، اذا به يتوقف فجأة عن الكلام وقد فقد ذاكرته كلياً، فتحقق كلام العذراء، فاختلى في ديره طلباً للهدوء والاستعداد لملاقاة ربه.


اعياد مريمية

أعياد مريمية
عيد تهنئة العذراء مريم في مولد ابنها 26 كانون الأول – ديسمبر

عيد قديم في تقليدنا المشرقي، انه مأخوذ من واقعنا الاجتماعي، إذ كما نهنئ إحدى قريباتنا أو صديقاتنا بولادة طفل لها، هكذا نهنئ العذراء أمنا بمجيء المسيح. العذراء الأم التي سوف تعطي ابنها لنا وهو سيقدمنا إليها من فوق صليبه كأم ومثال لنا نقتدي به. في هذا العيد نهنّئ مريم البتول القديسة بولادة يسوع ابنها البكر، ونذكر جميع ما خصها به الله من النعم والمواهب السماوية، وكل ما امتازت به من الكمالات الفائقة والفضائل السامية، وما أبدع ما نهتف به في أحد أناشيد هذا العيد: “اليوم منك تجسد على الأرض بلا أب، والملائكة مع الرعاة يسبحون، يا ممتلئة نعمة، السلام عليك يا من أظهرت لنا المسيح المحب للبشر.”

مريم اختارها الله أما للمسيح، وهكذا كان لها دور بارز في تحقيق عمل الله في خلاص البشر. مريم أمنا ايضاً  نقتدي بها لكونها: سمعت صوت الله، آمنت، حافظت على طهارتها، وهي بسيطة، وشاهدة، ورسولة للبشرى.


من أقوال السيدة العذراء

“سوف تمارسون حياة بصلاة أكثر، يا أولادي، صلاة لفظيّة وصلاة باطنيّة. استعملوا الصلاة، لأنّها تسبّب تعاسة عظيمة لعدوّنا ابليس. سوف يهرب من صوت الصلاة”.


من العذراء نطلب

 يا سيدة السماء والأرض.. يا سيدة الشرق والعالم أجمع.. ماذا أهديكِ ؟؟ قلبي الذي تعمّه الفوضى أم أفكاري المثقلة بالهموم أم أعمالي المتعبة ؟؟؟ أعرف بأني أحبك … وحبك هو أجمل ما يمتلكني ويملأني سلاماً لك أهدي هذا السلام الذي هو منك علّه يشفيني ويشفي كل قلب يتطلّع الى حضن الله.


نصلي المسبحة الوردية

أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.

اسرار الفرح

(ليومي الإثنين والسبت)

اسرار النور

(ليوم الخميس)

اسرار الحزن

(ليومي الثلاثاء والجمعة)

اسرار المجد

(ليومي الأحد والأربعاء)


صلوات البابا فرنسيس

الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:

الصلاة الأولى

يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.

ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.

تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.

الصلاة الثانية 

تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.

يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.

أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.

يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.

يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.

قد يعجبك ايضاً
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.