اليوم الثاني – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم الثاني
يا باب الرحمة، يا كنـز كل نعمة.
يا من لا ترد سائليها، ولا تخيب قاصديها.
نتوسل إلى قدسك وصلاحك، أن تعيني ضعفنا.
استمدي الغفران للخاطئين.
بشفاعتك وطهارتك السامية تستتر النساء،
ارحمي المفقودين امواتنا الراقدين،
ردي جور الظالمين، وادفعي عنا شر الاشرار،
وخلصينا من الاقوام غير الرحومين،
وصوني بيعتك وأولادها أجمعين.
قد يظن البعض إن احتمال الآلام صعب ولكن يجب أن نعرف إن احتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود اكثر من احتمال الآلام والإهانات وقد قال أحد القديسين: “هناك الكثيرون يحتملون الإهانات ولكن القليلين يحتملون الكرامات” حينما صارت العذراء أماً لله لم تتكبر بل قالت “هوذا أنا أمة الرب”، واحتملت كرامة ومجد التجسد الإلهى منها.. مجد حلول الروح القدس فيها.. مجد ميلاد الرب منها.. ومجد جميع الأجيال التي تطوبها. احتملت كل ظهورات الملائكة لها وسجود المجوس أمام ابنها واتضعت ايضاً امام معجزاته الكثيرة.
لا تخافوا ان تحبوا السيدة العذراء اكثر من اللزوم، فمهما احببتموها لن تحبوها اكثر مما فعل يسوع. (القديس مكسميليان كولبي)
اولادي الأحبة،
صلّوا، صلّوا، صلّوا حتى يؤثّر تألّق صلاتكم على الذين تلتقون بهم. ضعوا الكتاب المقدّس في مكان ظاهر في عائلاتكم واقرأوه، حتى تبدأ كلمات السلام تتدفّق إلى قلوبكم. إنني أصلّي معكم ولأجلكم، صغاري، حتى تصبحون من يوم إلى آخر أكثر انفتاحًا على مشيئة الله. شكرًا لتلبيتكم ندائي. (25/1/2014)
أنا سيّدة الوردية. داوموا على صلاة المسبحة كلّ يوم. على الناس أن يصطلحوا ويسألوا الصفح عن خطاياهم. وليكفّوا عن إغاظة سيّدنا يسوع المسيح، إذ قد أفرط حتّى الآن في إغاظته.
(السيّدة العذراء 13 تشرين الأوّل 1917 في فاطمة).
مسبحة الجندي العجوز
كان في مستشفى للأمراض المستعصية في بلجيكا جندي عجوز، انفق عمره في ساحات الوغى، وشاخ فيها. لكنه احتفظ بقلب شاب، منفتح على الاعتبارات الدينية. جاءه يوما كاهن، وحدّثه عن المسبحة الوردية، وعلّمه طريقة استعمالها. وجد فيها الجندي العجوز العزاء، ما جعله يندم على عدم معرفته لها سابقاً. وكان يردّد: “ليتني عرفتها من قبل، لكنت تلوتها كل يوم”! منذئذ ما انفك يتلو المسبحة بإطراد، وكأنه يجهد في تعويض الوقت المهدور.
سأل الممرضين المشرفين على علاجه كم يوما في الستين سنة، فقيل له 21900 يوم. واستفهم كم مسبحة عليه ان يتلو يومياً، مدى ثلاث سنوات، كي يبلغ هذا الرقم، فقيل له عشرون مسبحة. ومنذئذٍ لم تبارح المسبحة يديه، لا ليلاً ولا نهاراً. وبعد ثلاث سنوات من الآلام المبرحة التي احتملها بصبرٍ وبطولة، انتهى الى المسبحة الاخيرة التي التزم بتلاوتها.
وكان الموت بانتظاره، فلم يعش بعد ذلك، نهاراً واحداً، بل ولا ساعة واحدة، بل اسلم نفسه الى خالقه وهو يتمتم آخر “سلام عليك يا مريم” ..
عيد خطبـة مريم العذراء للقديس يوسف : 23 يناير – كانون الثاني
كما يذكر لنا التقليد الكنسي أن العذراء مريم لـما أكملت من العمر ثلاث سنوات قدّمها أبواها يواكيم وحنة الى الهيكل إتماماً لنذرهما
وفى السنة السادسة من عمرها توفى أبوها وبعد ذلك بسنتين توفيت أمها أيضا.
ولهذا فقد قضت طفولتها فى الهيكل حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها.
وهنا كان يلزم طبقاً للتقاليد ان تترك الهيكل، وهنا ظهر دور القديس يوسف بن يعقوب الذى من الناصرة فى حياة مريم.
ولـمّا كانت العذراء يتيمة الأبوين لذا كان من الضرورة ان يتولى رئيس الكهنة أمر خطبة مريم.
ويخبـرنـا التقليد أيضاً من خلال بعض الكتب الغير قانونية أن رئيس الكهنة لما رأى بأن الزمان قد حان لتخطب مريم أعلن ذلك فجاء طالبوها عديدين من نفس السِبط الذى تنتمى له العذراء مريم وهو سِبط يهوذا،
وعندئذ أخذت عصيّهم وكتب أسماءهم عليها ليختار الرب من بينهم من يصلح لآمته مريم. وقد لجأوا لهذه الطريقة والتى لجأ اليها موسى حينما أرشده الرب الى إختيار هارون رئيس الكهنة
وتم هذا بالفعل كما جاء فى سفر العدد :
“فإذا عصا هارون التى هى لبيت لاوي قد أفرخت فأخرجت براعيم أزهرت وأنضجت لوزاً”(العدد 8:17).
فبعد ان وضعوا العصي فى الهيكل استقرت حمامة على عصا يوسف بن يعقوب النجار وقيل انها افرخت. الـمهم انه كانت هناك علامة إلهية لهذا الإختيار وبالفعل تم عقد الخطوبة ما بين مريم ويوسف
ومنذ ذاك الوقت أخذها يوسف الى بيته فى الناصرة بعد أن طلب منـه الـملاك ذلك فى حلم (متى24:1).
وتلك الخطوبـة قد اشارت اليها آيات الكتاب الـمقدس:
“أرسل الـملاك جبرائيل من قبل الله الى مدينة فى الجليل تسمى ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود واسم العذراء مريم”(لوقا26:1-27)
“وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لأنه كان من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى”(لوقا4:2-5).
وما كان ليوسف أن يأخذ مريم الى بيته ما لم يعقد الكهنة عليهما عقداً رسمياً وفقاً للشريعة.
يا ابنتي، لقد كنت أتلو مرارا قانون الإيمان وانا راكعة وبأعمق الأحترام وعندما كنت اتلفظ بالمقطع: {والذي وُلد من مريم العذراء} كنت أسجد بمقدار واحد من التواضع وعرفان الجميل. وبهذه الممارسات كان بودِي ايضاً أن أكفِر عن قلة الإحترام الذي كانت ستـُلفظ به بعدئذِ هذه الكلمات الكلية الجلال. وتلبية لطلبي أوحى السيد للكنيسة المقدسة بتلاوة قانون الإيمان غالباً في الفرض الإلهي والأبانا والسلام الملائكي ويجعل المؤمنين يسجدون عند تلفظهم بكلمة: {وتجسد}.
وكان ملائكتي القديسون يشاركونني وَرَعي بهذه الصلوات وكانوا يُرنمّون لي{النؤمن} بأنغام كثيرة ونعومة حتى كانت نفسي تبتهج بالله. وكانوا يُرنمًون لي أيضا {السلام الملائكي} حتى هذه الكلمات: {ومباركة ثمرة بطنك يسوع}.
وعند تلفظهم بهذه الأسماء كانوا ينحنون كثيراً وكنت أنا أنزل إلى التراب معترفة بعظمة الكائن الإلهي وحقارة كياني الأرضي. فكوني إذاً يا ابنتي، مشبعة بالأحترام الواجب لدي تلاوتك {النؤمن} {والأبانا} {والسلام الملائكي}.
(من ارشادات السيدة العذراء للمكرمة ماري يسوع داغريدا)
لأجل أصحاب البدع والضالين
يا صلاح بني البشر و ملكة عرش السماء، يا من خاطبها رئيس الملائكة قائلاً افرحي يا ممتلئة نعمة، يا من أختيرت لتكون أماً لضابط الكل، نصلي لأجل أصحاب البدع والضالين من خراف المسيح، الذين انحرفوا عن الإيمان القويم، فيا سلطانة الوردية أنيري عقولهم وقلوبهم كي يعودوا لحضن الرب و إلى شفاعتك أيتها المباركة. آمين.
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.