اليوم الثالث – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم الثالث
يا مريم، يا والدة الله و أمّنا،
نقدّم ذواتنا لرعايتك المُحبة.
نختارك اليوم أمّاً لنا، و مرشدة و صديقة.
نرجو أن نكون مُخلصين لك،
و أن نرغب و نقول و نفعل ما هو مُرضٍ لك فقط.
أيتها الأمّ المُحبة و الفائقة الرقة،
نتوسل إليك بحق صلاح ابنك ربنا يسوع المسيح،
أن تجعلينا من أحبائك الأعزاء،
و أن تستمدي لنا القوة لنعيش حياة قداسة،
حياة صلاح، طهارة، وحبّ،
مقدمة لله بشكر و تسبيح.
كوني معنا في كلّ حين،
يا مريم البتول الطوباوية،
و خصوصاً في ساعة موتنا.
احمينا عندها من الشرير، عدو نفوسنا،
قودينا آمنين إلى حضرة يسوع، ربنا القائم من بين الأموات،
حتى نشترك في حياته، فرحه، و حبه، معك و مع جميع القديسين للأبد. آمين.
صمت مريم عند اقدام الصليب هو ابلغ وافصح من كل كلام الحكماء والفلاسفة.
صمتها ليس استسلاماً فقط، بل حضور قوي ومشاركة فعّالة في الالام.
صمتها مثل برق ينير سماءا مظلمة فتوضح الامور.
صمت مريم رجاء إذ امنت ان بعد هذه الساعات الرهيبة ستشاهد مجد ابنها.
نعم مريم صمتت عند الصليب لكنها لن تصمت بعد.
هي تتكلم، تعمل، تصلي، تدعو، تنادي، ترجو، تُعلِّم، تساعد، تُرشد، تُعزّي وتبكي !!!!
مريم لن تصمت بعد اليوم حتى تجمع كل اولادها تحت ستر حمايتها.
قد تسأل ماذا علينا ان نفعل؟
شيئ بسيط، علينا ان نفعل كما فعل يوحنا الحبيب بعد صمتها عند اقدام الصليب.
اخذها الى بيته.
فلنأخذها الى بيتنا ونعطيها مكاناً فيه وهي تتكفل بكل احتياجاتنا.
لأنه حيث تكون مريم هناك يكون الله.
“إن مريم العذراء هي حبّي الأقدم، أحببتها حتى قبل أن أعرفها.”
(خوري أرس، القديس جان مري فيانيه)
اولادي الأحبة،
أرغب بمحبتي الامومية تربيتكم على الاخلاص، لانني أرغب بعملكم ان تكونوا مثل رسلي صادقين،حازمين، وخاصة مخلصين. ارغب ان تكونوا بنعمة الله منفتحين على البركة.ارغب ان تتلقوا من الآب السماوي مع الصوم والصلاة معرفة أن كل ما هو طبيعي هو مقدّس وإلهي.
تحت حماية إبني وانا، ستكونون ممتلئين بالمعرفة و رسلي الذين يعرفون نشر كلمة الله لكل الذين لا يعرفونها وستعرفون تجاوز الصعوبات التي ستتواجد على طريقكم.
أبنائي الاعزاء، ببركة الله ونعمته التي ستنزل عليكم ستكونوا قادرين المحافظة عليها مع الصوم والصلاة والتنقية والمصالحة. لديكم الفعالية لما أطلبه منكم. صلوا من أجل رعاتكم كيما شعاع نعمة الله ينير دروبهم.
أشكركم على تلبيتكم ندائي. (2/2/2014)
“أعطوني جيشًا يُصلّي الورديّة، وسأسيطر بواسطته على العالم”. (البابا بيوس العاشر).
جدوى الصلاة الى مريم (1)
كانت امرأة تميّزت سابقاً بتقواها الحارة، قد سمّمت نفسها بمشاعر الحقد على اخيها، بحيث اقسمت الا تغفر له، لا في هذه الدنيا ولا في الاخرة. ومن جراء ذلك، هجرت الاسرار، وتخلّت حتى عن الصلاة. مُنيت بمرض عضال كان يهدّ صحتها بلا رحمة. وقد بذل كاهن الرعية كل كنوز غيرته وإقناعه لعله ينتزع منها كلمة صفح، لكن بلا طائل. حينئذ اوكل الى مرسل ان يتولى المهمة عنه، وقد روى هذا المرسل: “لقد ادلت تلك المرأة المسكينة بأقوال مخيفة، وصرّحت :”اريد ان تُحفر على قبري هذه الكلمات: “هنا ترقد امرأة انتقمت”. فاعترضت:
– الا تخشين عقاب جهنم ؟
– جهنم ؟ ان مجرد التفكير بانني استطعت الانتقام يعزيني عن جميع العذابات.
بعد ان فشلت جميع حججي في اقناعها، نصحت تلك البائسة بالصلاة كي تنال نعمة القدرة على المسامحة. فاجابت:
– اعلم انني قد اظفر بتلك النعمة، ولكنني لا اريد الظفر بها.
فقلت:
– هل توافقين، اقله على ان اصلي انا نيابة عنك؟
– صلِّ بقدر ما تشاء.
فجثوت، وانتزعت من كتاب صلواتي صورة للعذراء، سيدة المعونة الدائمة، واودعتها بين يدي المرأة، وشرعت اتلو “السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة ….” وما ان بدأت تلاوة ثانية لهذه الصلاة حتى اوقفتني المرأة قائلة:
– كفى ابتِ، اني اصفح، ارجوك ان تسمع اعترافي!
انه ليتعذر وصف الاشراق الذي اضاء وجهها حينئذ.
لكنني اود الاقرار، لمجد السيدة العذراء، انني في ذلك اليوم شهدت، بأم عيني ، كيف ان الصلاة، ولا سيما تلك المقدمة بواسطة العذراء القديسة، هي سهم تخترق السماوات”.
عيد البشارة في 25 آذار
عيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد.
الله أرسل رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد ابنه منها، وبعض الآباء يصلون بتعبير “ليخبرها” إلى مدى أكبر فيقولون “ليستأذنها”، هل ترى مثل هذا اتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتًا وهى جبلة يديه، وهذا طبعًا شرف كبير للسيدة العذراء هي فرحت به، فهي بشارة مفرحة تتضمن خبرًا سعيدًا وأيضًا استئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة. فهي أولًا بشارة، ثانيًا خبر، ثالثًا استئذان.
ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل في بطن العذراء بعد أن قالت “هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك”، هذه نقطة تأمل أن ربنا أحترم حرية صنعة يديه.
نالت العذراء هذه النعمة لأنها متضعة ومنسحقة فرفعها الرب فوق السمائيين “قريب هو الرب من المنسحقي القلوب، يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة” “نظر إلى اتضاع أمته”. لا تقصد فضيلة الاتضاع لكنها تقصد الوضاعة أي أنها حقيرة؛ أي نظر إلى حقارة أمته هذه هي نظرتها لنفسها بينما نظرة ربنا لها كانت نظرة كلها تقدير ظهرت في تحية الملاك “السلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك”. وهذه لعلاقتها الخاصة بالله ومعدنها الثمين وهى مُنعم عليها من جهة تجسد الابن الكلمة لا شك أن هذا إنعام لكن قبل أن يخبرها بالإنعام أعلن أنها ممتلئة نعمة.
“إنّ الورديّة هي كنزك، اتّكلي على رحمتي والجود الإلهي القدير وأنا أدبّرك. اعملي هذه الرهبنة وأنا أعينك واعلمي واعرفي أنّ أخويّة ورهبنة الورديّة تنجح وتثبت الى يوم الدينونة، إن باشرتها حسب أمري وإلهامي لك. “كيف يا أمي، تختاريننا نحن الفقراء المزدرى بنا؟ لماذا ما تعملي هذا في بلاد الأغنياء في اوروبا؟”
– فضحكت(العذراء) قائلة: “أذكري يا ابنتي أن من بين الشوك يخرج الورد، اني في هذه البلاد فرحت وحزنت وتمجّدت، فمنكم وبكم أظهر قوّة يدي.” (مريم العذراء للطوباويّة ماري الفونسين)
من أجل النفوس المطهرية
يا مريم، أشفقي على النفوس التي تعاني عذابات قاسية في المطهر وتنقيها ألسنة اللهب المتّقدة. يا مريم، فجّري الينبوع الذي يغسل جميع خطايانا، يا مُصالِحة الخطأة مع الله، مدّي يدك لأولئك الذين يصلّون إليك ويلتمسون مساعدتك في المطهر.
يا مريم، تشفّعي بموتانا الذين ينتظرون بصبر نهاية عذابهم عندما يرونك ويتذوقون الأفراح الأبدية.
يا مريم، يا مثال المستقيمين، يا مرشِدة المؤمنين، يا خلاص من يرجونك، ساعدينا وصلّي بحرارة تحرّك قلب ابنك من أجل نفوس الراقدين.
يا مريم، بحق الاستحقاقات التي نِلتِها، امنحي الراقدين الحياة الحقة، استمدي لهم الرحمة، وكوني السبيل الذي يوصل إلى ابنك يسوع وإلى الراحة الأبدية. آمين.
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.