اليوم التاسع والعشرون – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم التاسع والعشرون
يا من فاقَ جمالكِ الكواكب والنجوم انّك كوكب الصبح، أنت من سحقت رأس الافعى بقدمكِ المباركة، انني أسلّم لكِ كل ما لدي من أفكاري وأعمالي وحياتي ونجاحاتي وحتى سقطاتي فاحمليني في قلبك الطاهر. أطلب منكِ أن تملأيني من حبّ ابنك كما فعلتِ فأسلّم له امري واقول معك “لتكن مشيئتك يارب”… امنحيني يا أمي نعمة الثبات لكي أنعم برؤية وجه الله القدوس ووجهك الطاهر في الفردوس السماوي .. لأن همسة واحدة من فمك الطاهر هي مفتاح الخلود فأنتِ شمس الخلاص لأرض الشقاء. انني أتضرع اليك ان تمنحيني نعمة الحياة برفقة يسوع وإيّاك.
لنا ام في السماء، وهي ايضا قريبة من كل واحد منا وهي تعرف قلبنا وتسمع صلواتنا وهي تستطيع ان تساعدنا بطيبة أمومتها، ولقد اعطيت لنا كأم كما يقول الرب نستطيع ان نتوجه إليها في كل لحظة.
لقد ابدع الله عالماً للإنسان المسافر… وهو هذه الدنيا.
وعالماً من اجل الابرار… هو الفردوس.
وعالماً من اجله هو… سمّاه مريم!
(القديس لويس ماري غرينيون دي مونفور)
اولادي الأحبّة،
في هذا الزمن من النعمة، ادعوكم جميعاً: صلّوا اكثر وتكلّموا أقلّ.
في الصلاة أطلبوا مشيئة الله، وعيشوها حسب الوصايا التي يدعوكم الله اليها.
انا معكم، وأصلّي معكم.
اشكركم على تلبيتكم لندائي. (25/2/2015)
تحرَّري إذاً من الأوهام أيَّتها النفوس الوَرِعة، التي تُهمِلُ الصلاة التي ألَّفها ابن الله ذاته، والتي أمر جميع المؤمنين أن يُصلّوها، أنتم الذين لا تقدِّرون سوى الصلوات التي يؤلفها البشر، كما لو كان الإنسان حتّى الأكثر إستنارةً، يعرف أفضل من يسوع المسيح كيف يجب أن نصلّي.
القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور
يروي لنا كتاب “الكوكب الشارق في مريم سلطانة المشارق” هذا الحادث العجيب الذي تتوارثه الاجيال منذ حدوثه. في سنة 1741م حاصر مدينة الموصل القائد الفارسي نادر شاه، فعسكر على شاطئ دجلة، مصمماً على فتح المدينة الآمنة قسراً وقتل سكانها كما فعل في مدن عراقية اخرى. واستعمل مختلف الحيل والخطط في سبيل ذلك فباءت محاولاته بالفشل الذريع امام دفاع اهل المدينة المستميت.
جهد لاقتحام سورها بالقنابل، وثابر على ذلك حتى كادت المدينة تستسلم له، فهرع سكان المدينة الى كنيسة الطاهرة يتضرعون الى مريم لتخلصهم من الخطر المحدق بهم. وقد ابت امنا الا ان تظهر قدرتها وحمايتها، فظهرت تتلألأ بجمالها السماوي، هيهات لبشر ان يصفه، تحدق بها انوار ساطعة وقد مدت ذراعيها في وجه العدو الغاشم، فلما راى نادر شاه ذلك المشهد العجيب رفع الحصار فوراً وولى الادبار.
ومن الامور المذهلة ايضاً عدم اصابة احد بالاذى من السكان، رغم شدة الحصار، وتواتر اطلاق المدافع، وقد ذكر ذلك مؤرخون معاصرون لتلك الاحداث. اتضح للجميع ان ذلك جرى بمعجزة باهرة، فتصاعدت من اعماق صدور المسيحيين والمسلمين، على حد سواء، آيات المديح لأم المسيح التي انقذتهم. فشجع الوالي وساهم بقسط وافر لترميم الكنيسة المنهارة التي لاتزال قائمة الى اليوم ويؤمها اهل المدينة على اختلاف مللهم طالبين حماية العذراء القديرة.
عيد مريم العذراء أمّ الكنيسة 11 اكتوبر
مريم هي أم المسيح بكل أعضاء جسده السري. الـمسيح هو الرأس ونحن الأعضاء
“كذلك نحن الكثيرين جسد واحد فـي المسيح يسوع وكل واحد منا عضو للأخرين” (رو5:12)
ولا يمكن للأعضاء ان تحيا بدون الرأس..”أنا الكرمة وأنتم الأغصان” (يو5:15) ..
فنحن أعضاء في كرمة الرب ومريم قد ولدت الجسد كله، فنحن أبناء لـمريم وأخوة ليسوع وأعضاء في كرمته، أي كنيسته. إن يسوع بوعده لنا “لن أترككم يتامى” (يو28:18) فأرسل لنا روحه المعزي بعد قيامته وصعوده للسماوات. وأعطى الـمجد أن يحل الروح القدس على الكنيسة بوجود العذراء، فولدت الكنيسة فى ذلك اليوم وصارت العذراء أماً للكنيسة.
فالأم التي أرادت مـجداً للكنيسة لا تزال تعود الى أبناء الكنيسة لتحقيق ومواصلة هذا المجد. إن يسوع لم يتركنا يتامى بل أرسل روحه القدوس وأرسل ايضا مريم أمنا.. إن عمل العذراء في السماء هو إمتداداً لعملها على الأرض، فلقد لعبت دوراً كبيراً في سر الفداء وفي ذبيحة الـمسيح الخلاصية وهذا الدور الفريد جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها.
“تنبّهوا الى القوة التي بين أيديكم، لأنكم تحملون بين يديكم قوة الله. اذا لم تعيروا انتباهكم الى الوردية، فهل تتوقّعون أن ينتبه ابني اليكم؟ ماذا تتوقّعون؟ لماذا تحجبون مسبحتي؟ اني بقلب الأم المحبّ اخترت أن أقدم اليكم هذه اللآلئ من السماء التي ترفضونها. الويل لكل المكرّسين الذين يسعون الى ازالتها من بين أيدي هؤلاء الصغار، لأن عقابهم سوف يقاس بهذا القدر! لماذا القى الانسان المتطور جانبا عربون محبتي؟ هؤلاء الذين يبقون أمناء لورديّتي لن تمسّهم النيران؟ اجمعوا هذه الكنوز، يا أولادي، لأنه سوف يأتي وقت لن تجدوها على رفوف مخازنكم”.
يا سلطانة السموات و الأرض الطاهرة، يا والدة الله و وسيطة كلّ النِعم، أنا أؤمن بأنّ ابنك، ربنا يسوع المسيح، موجود حقاً في سرّ القربان الأقدس. أنا أحبه فوق كلّ شيء ، و أتوق لأقبله في قلبي. و بما أنني لا أستطيع قبوله الآن سريّاً، تلطفي و ضعيه روحياً في نفسي. يا يسوعي، أنا أقبلك و أعانقك لأنّك أتيت إليّ الآن و أوحد نفسي كليّاً معك، لا تسمح لي أن أنفصل عنك أبداً. آمين.
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.