اليوم التاسع – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء
باقة اليوم التاسع
يا أم الله، التي تفوق كل ذهن وكلمة! أيتها العذراء التي تفوق كل عذرية أرضية؛ إذ حتى قبل الولادة الإلهية كنت عذراء فائقة العذارى، وبقيت هكذا خلال الولادة وبعدها! إليك أيتها السيدة، أتوسل، إليك أتضرع، أيتها الأم الرحيمة، دافعي عني، لأني الآن في أمس الحاجة لحمايتك ومعونتك.
إليك أهرع، ترأفي عليّ يا سيدتي الكلية النقاوة. استغلي جرأتك الوالدية أمام ابنك وإلهك، لكي يرحمني أنا الخاطئ البائس. علميني يا سيدتي كيف أعيش الندامة الحقيقية وساعديني لأقوم بالإعتراف بخطاياي. تعطفي عليّ كي أصير طاهراً ومستنيراً بتناول الأسرار. أظهري لي يا أمي كيف أنفق بقية حياتي في التوبة والطهارة.
انتظر الله آلاف السنين والبشرية تئن تحت حكم الموت حتى جاء ملء الزمان ووُجِدت الفتاة التي تستحق أن ينزل الله من السماء ويتخذها سماء ثانية، يحل في جوفها، يولد منها، يجلس على حجرها، ينمو كإنسان بين يديها.
+ لم تكن من بنات الملوك ولكن صارت أعظم من جميعهم.
+ كانت فقيرة ولكن ولدت مُغني الجميع.
+ حسب مقاييس البشر ليس لها ما تفتخر به ولكن الكل يتوسل إليها أن تذكره أمام ابنها رب المجد.
+ مجهولة من عظماء البشر والملاك جبرائيل أحد رؤساء الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي، يقف أمامها في إحترام وتبجيل ويحييها تحية لم يُحيّا بمثلها أياً من البشر “السلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك. مباركة أنت في النساء” (لو 1 : 28)
+ كل البشرية تمجدها وتعظمها وترفعها. ترفع إليها أصوات التبجيل والإكرام. تطلب شفاعتها. الكل يتوسل إليها أن تذكره أمام ابنها يسوع المسيح مخلص العالم.
لا نستطيع أن نطبق العبارة “أضع عداوة بينك وبين المرأة”. (تك3: 15) على حواء وحدها، أنما بالحقيقة تحققت عندما ولد القدوس الفريد من مريم بغير زرع بشر”. (القديس أبيفانيوس).
اولادي الأحبة،
افتحوا قلوبكم للنعمة التي يهبها الله لكم من خلالي، كما تنفتح الزهرة على أشعة الشمس الدافئة. كونوا الصلاة والمحبة بالنسبة للبعيدين عن الله وعن محبته. إنني معكم وأتشفّع من أجلكم جميعًا أمام ابني يسوع وأحبكم محبةً لا حدّ لها.
أشكركم لتلبيتكم ندائي. (25/4/2014)
“بعد الفرض الإلهي، وذبيحة القداس، ما من مديح لذيذ على قلب يسوع وأمّه مريم القديسة مثل تلاوة المسبحة بحرارة وإيمان” (القديس عبد الأحد).
شمعة تنطفئ
روى رجل برتغالي ما يلي:
كنت قد نشأت في احضان اسرة وفية للايمان المسيحي ولشعائره. ولما بلغت الخامسة عشرة أُدخلت الى معمل كي اتعلم مهنة، وكان صاحب المعمل الماسوني المذهب قد حوّله الى مدرسة إلحاد. وسرعان ما تخلّيت عن الممارسات الدينية، وضعف ايماني. ولست ادري اين كان سيفضي بي المطاف، لو لم ترأف بي العذراء.
في التاسعة والثلاثين من عمري عملت في معمل قرب مدينة لشبونة يختلف مناخه، اختلافاً جذرياً عن ذاك الذي بدأت فيه تدربي المهني. كنت قد تزوجت خارج الكنيسة، وكنت اسوق مع زوجتي حياة الوثنيين، ولم ينل اي من ابنائنا الثلاثة سر العماد. وأخذت تنتشر انباء ظهورات فاطيما، فسخرت منها في سري، حريصاً على كتمان مشاعري هذه، اذ كان مستخدمي الجديد شديد التديّن. وقد اقترح علينا ذات يوم، القيام بحج جماعي الى فاطيما.
كان لا بد لي من الاجابة اسوة بالاخرين، بأن هذا الحج سيكون مدعاة سرور لي، ولكني في سري كنت خجولاً من المهزلة التي سأمثلها.
وحججنا …
من بين الاحتفالات والصلوات التي اضطررت الى المشاركة فيها تحاشياً عن لفت انتباه الاخرين، قمنا في احد الامسية بتطواف. فابتعت شمعة تمثّلاً بالاخرين، وهنا كانت العذراء لي بالمرصاد. فلم اكد اخطو خطوتين حتى انطفأت الشمعة التي كنت احملها، مع انه لم تكن هناك نسمة ريح، وان جميع الشموع الاخرى ظلت مشتعلة. واعدت ايقاد شمعتي من شمعة جاري، ولكن ما كدت اتحرك حتى انطفأت ثانية. كنت منزعجاً. ولكنني اشعلت شمعتي للمرة الثالثة من شمعة جاري، الذي رمقني بنظرة ساخرة. ولكن الشمعة ما لبثت ان انطفأت مرة اخرى. واجتاحني في تلك اللحظة موجة سخط. وتيقنت ان العذراء تأبى تكريمي الكاذب، وغمرني عرق بارد من رأسي الى اخمص قدميّ، وهويت ارضاً. واذا بي راكع، ولكن لم تتحرك شفتاي بأي صلاة.
عدت مساءاً الى المنزل، ورويت لزوجتي كل ما حدث لي، وما لبثنا ان استنتجنا معاً استحالة استمرارنا في العيش عيشة الوثنيين، فسوينا وضع زواجنا كنسياً ونال ابناؤنا سر العماد، وها اننا نحيا سعداء.
اني اعتقد ان والدتي هي التي حصلت لنا على هذه النعمة، فقد كانت تتلو كل يوم مسبحة كي اعود الى ايمان طفولتي والى ممارسة شعائره.
عيد سيدة الوردية
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في السابع من شهر تشرين الأول من كل عام بعيد العذراء سيدة الوردية، وقد استحدث هذا العيد البابا بيوس الخامس عام 1573، تخليداً لانتصار المسيحيين في معركة ليبانتو باليونان بمساعدة من العذراء الذين استنجدوها بتلاوة الوردية، وكان ذلك عام 1571.
وردية العذراء مريم التي انتشرت تدريجياً خلال الألف الثاني بإلهام من الروح القدس، هي صلاة أحبها العديد من القديسين، وشجعتها الكنيسة، أنها ليست تسبيحاً للعذراء بل تسبيحاً لله مع مريم العذراء التي قالت: “تعظم نفسي الرب”، والتكرار فيها إعلان متجدد يعبر عن حب المؤمنين لوالدتهم الروحية،
نستطيع أن نطلب شفاعتها عند ابنها يسوع ليمنحنا النعمة واليقين والثبات، كما شفعت في عرس قانا الجليل، فهي بحق أم مسيحنا ومخلصنا وأمنا حيث أوصاها ابنها بنا في الصليب، وأعطانا إياها من خلال شخص يوحنا الحبيب
عيد سيدة الوردية هو نداء إلى الفتيات للإقبال على الحياة الرهبانية للعمل من اجل المسيح كما انه دعوة للمؤمنين للتضحية من اجل المسيح والثبات بمحبته كما انه نداء إلى أمنا النقية العذراء لتؤتينا الحصانة والسلامة والنجاة ولتعلمنا الخدمة والطاعة والتواصل مع الله خاصة في هذه الظروف الصعبة من حياتنا.
“التجئوا إلى صلاة الوردية كدرج للوصول إلى السماء”.
مريم، معزية الحزانى
يا مريم الطاهرة، أمّنا ومعزيتنا العزيزة، ألتجئ إلى قلبك المُحب بكل الثقة التي أقدر عليها، ستكونين دوماً موضوع حبي وتبجيلي. فمنك يا موزعة النِعم السماوية، سأطلب دائماً السلام في مِحني، النور في شكوكي، الحماية في الأخطار، المعونة في حاجاتي. لذلك كوني ملجأي، قوّتي ، تعزيتي، يا مريم المعزية.
في ساعة موتي، تكرّمي واقبلي دقات قلبي الأخيرة، واستمدي لي مكاناً في ذلك الوطن السماوي، حيث تمجّد كلّ القلوب بنبض واحد قلب يسوع المعبود، مع قلبك المُحب، يا مريم أميّ، معزية الحزانى، صلّي لأجلنا نحن الملتجئون إليك. آمين.
أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.
(ليومي الإثنين والسبت)
(ليوم الخميس)
(ليومي الثلاثاء والجمعة)
(ليومي الأحد والأربعاء)
صلوات البابا فرنسيس
الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:
الصلاة الأولى
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.
ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.
الصلاة الثانية
تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.
أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.
يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.
يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.