بعض الملاحظات حول صلاة المسبحة

بعض الناس يشكون من التشتت والملل في تلاوة المسبحة الوردية وتكرارها. أكيد السبب الأول هو عدم التركيز إثناء تلاوتها، ثم إن ترديد نفس الصلوات هو مدعاة إلى التشتت والملل، وهم على حق في قولهم هذا، إن كانت الصلاة مجرد ألفاظ تتلوها الشفاه، ولا يشترك فيها القلب، ولكن هي صلاة تأملية اكثر من لفظية. كما ان الاختصار في صلاة الوردية، أمراً غير مرغوباً فيه! ستقولون لماذا؟ لان الصلاة الحقيقية، هي تواصل وكفاح، ان لم نقل الالحاح في قرع الباب والتوق لان تكون مستجابةً، فمن صممَ على الرغبة في تحقيق شيء طلبه بلا انقطاع، مئة مرة اذا لزم الامر… يقول متى في انجيله: “وذهب يسوع ثانية يصلي … ورجع الى التلاميذ، فوجدهم نائمين … فتركهم، وعاد يصلي مرةً ثالثة، ورددَ الكلام نفسه” (متى 26: 42-45).

المسبحة الورديةقصة واقعية:
ذات يوم تقدمت فتاة شابة الى المطران (فيلتون شين) واعترفت بان تلاوة المسبحة تجلب لها الضجر والملل! فقال لها المطران: أسائلكِ فأجيبيني: هل يحبكِ خطيبكِ؟ اجابته: طبعاً! انه يحبني كثيراً، فقال لها وهل يصرح لكِ بانه يحبكِ؟ فقالت مرات عديدة رددَ على مسامعي انه يحبني! فقال لها ولكن الا يزعجكِ ويضجركِ ان يُردد لكِ دائماً انه يحبكِ؟ فأجابت هذا مستحيل! بل انه يزيدني غبطة وسعادة. فقال لها: اذاً لماذا تقولين بان ترديد صلاة (الوردية) لامكِ مريم تزعجكِ؟

والشيء نفسه يُقال عن كل والدة مع طفلها، فلا هي تشبع من سماعها لكلمة احبك يا ماما وفي الوقت عينه لا يتضايق هو من تدليلها وقبلاتها، والسبب في المحبة التي تربط بين قلبيهم! وليس شفتيهم فقط. فالسلام الملائكي هي من اجمل الصلوات التي ترضي العذراء وتوليها غبطة! اذ تذكرها باسرار حياتها المؤثرة، من افراح وآلام وأمجاد، نكررها على مسامعها بلا انقطاع ولا ملل، مؤكدين محبتنا لها باستمرار. وما دامت هذه أجمل صلاة عند أمنا العذراء، فكيف لا تكون كذلك بالنسبة لنا ان كنا حقيقةً أبناءٌ لها ؟!

قد يعجبك ايضاً
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.