اليوم السادس – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء

باقة حب لمريم العذراءباقة اليوم السادس


صلاة

يا مريم الطاهرة، يا بتولاً جميلة يا أمّ مخلّصنا، أرجوك اسمعي صلاتي. تشفّعي فيّ، يا أمّ الله الحبيبة عند ابنك الإله أخبريه بأني نادم بصدق على كلّ الخطايا التي ارتكبتها.

اطلبي منه أن يرشدني بمواهب الروح القدس في كلّ أعمالي و سُبُلي. كي أمجّده، أعظّمه، و أسبّحه كلّ أيام حياتي. آمين.


تأمل

مريم العذراء هي هدية السماء الى الأرض، ذات الذوق الرفيع التي لا تُحوّل نظرها عمّن يُلقي عليها التحيّة والسلام، بل تُثمّن غالياً السلام بابتسامة سماوية ونظرة مريمية والدية لا مثيل لها على الإطلاق. وتتلقّف السلام بيديها الطاهرتين المفتوحتين دائماً لاستقبال نوايانا المرفقة بسلاماتنا المريمية. وتعود وتضمّ السلام الى قلبها الحنون وتتأمّل فيه وتعرضه على ابنها سيدنا يسوع المسيح ليترأف بشفاعتها فينا…

ولا زالت العذراء مريم تُثمّن سلاماتنا المريمية، التي تحمل في طيّاتها جميع احتياجاتنا، تُثمّن الكم الهائل من سلاماتنا المريمية المرفقة بالورود الملقاة عليها من أيادينا، وتكتنزها في قلبها. ثم تودعها في بيت القربان، تُثمّن شموعنا التي تنوب عنا، وتحرق نوايانا بحرارة سلاماتنا المريمية، وتمسح دموعنا المرفقة بحرقة قلوبنا المتأمّلة برجاء مريم.
(الأب سيمون بيترو حرّو الفرنسيسكاني)


من اقوال القديسين

عندما تمرُّ أمام أيقونةِ العذراء مريم يَجِب أنْ تُردِّد: “السلامُ عليكِ يا مريم، بَلِّغي مِن قِبلي سلامي ليسوع”. (القديس الاب بيو)


مريم العذراء

من رسائل العذراء في مديغورييه

اولادي الأحبة،

كأمّ، اشتهي ان اساعدكم. بكل حبي الأمومي، ارغب بمساعدكم على فتح قلوبكم كي تضعوا ابني في المرتبة الأولى فيها. بواسطة حبكم لإبني وبواسطة صلواتكم اشتهي ان يضيء نور الله قلوبكم وتغمركم رحمته. في هذه الطريقة أدفع بعيداً عنكم الظلام، وظلال الموت الذي يريد ان يغمركم ويضلّلكم. أرغب جداً ان تشعروا ببهجة النعمة في وعد الله وعهده. انتم يا ابناء البشر، انتم اولاد الله! اولادي!
لذلك، يا اولادي بادروا وتحركوا في الطرق التي يقودكم اليها حبي، ويعلّمكم التواضع والحكمة، ويوصلكم الى الآب السماوي. صلّوا معي من اجل اولئك الذين لا يقبلونني، ولا يتبعونني – اولئك الذين بسبب قساوة قلوبهم لا يمكنهم الشعور ببهجة وفرح التواضع، التفاني، والسلام والحبّ – فرح ابني!
صلّوا بأن رعاتكم بواسطة اياديهم المباركة يعطوكم دائماً الفرح ببركات الله .
شكرا لكم. (18/3/2014)


في المسبحة الوردية

للوردّية قوة روحيّة غير محدودة عندما نتلوها جَماعياً، في العائلة في جماعة الصلاة في الجماعة الروحية او في رعيّتنا. فنُصلّي نحن ألأحياء في شركة مع الراقدين، مع يسوع والثالوث والملائكة وجميع القدّيسين، ومع مريم وبشفاعتها. يا لعظمة ألوردّية المقدسة!


حكايا مريمية

مريم أمّ الرحمة

يوماً ما اذ كان أحد المُقسِّمين يقسّم على أحد المعترين من الشيطان فسأل المقسم هذا الروح النجس أن يخبره ماذا كانت تصنع مريم العذراء.
فأجابه العدو الجهنمي: أنها تنزل وتصعد. مريداً أن يشير بذلك الى أن هذه السيدة الحنونة لم يكن لها أهتمامٌ آخر سوى في أن تنزل الى الأرض، جالبةً للبشر النعم التي تكون أستمدتها لهم من الله، ثم تصعد الى السماء لكي تكتسب الرضوان الإلهي نحو تضرعاتهم.
فاذاً بالصواب يسمي هذه البتول المجيدة القديس أندراوس أفالينوس: خدامة السماء أو عمالة الفردوس: لأنها على الدوام توجد مباشرة أعمال الرحمة بأستمدادها النعم للجميع أبراراً وأشراراً.
أما ريكاردوس الذي من سان لورانسوس فيقول: أن عيني هذه السيدة هما مفتوحتان على الصديقين وعلى الخطأة بنوعٍ متساوٍ، لأن عينيها هما عينا أمٍ، والحال أن الوالدة تحدق بنظرها الى طفلها ملاحظةً إياه بعنايةٍ ليس فقط كيلا يسقط، بل أيضاً اذا سقط لتساعده منهضةً وتقيمه من سقطته.

وهذا الأمر قد أوضحه بكفايةٍ مخلصنا يسوع المسيح بنفسه بما أوحاه لآمته القديسة بريجيتا التي يوماً ما سمعته تعالى يخاطب والدته المجيدة قائلاً لها: أطلبي مني يا أمي كل ما تشتهينه.
فالقديسة بريجيتا نفسها سمعت مريم تطلب منه تعالى هذا الشيء بقولها له: “يا أبني أنكَ أنتَ قد أقمتني بصفة أم الرحمة وبوظيفة شفيعة عن البائسين وملجأً للخطأة، والأن تقول لي ماذا أشتهي منكَ، فأنا أطلب إليك أن تصنع الرحمة مع المحتاجين”.
فمن ثم يقول القديس بوناونتورا مخاطباً والدة الإله هكذا: أنكِ يا مريم أنتِ بهذا المقدار ممتلئةٌ من الرحمة، وحريصةٌ على أن تسعفي المساكين، حتى أنه يبان كأنه ليس لكِ أهتمامٌ آخر. سوى أن تكرمي على المساكين وترحمي البائسين وتشاهدي الأشقياء مكللين بالرحمة.
ومن حيث أنه فيما بين جميع المساكين الفقراء توجد الخطأة في أول رتبة من الشقاوة والتعاسة فمريم تستمر على الدوام متوسلةً لدى أبنها من أجلهم.


اعياد مريمية

عيد الحبل بلا دنس

تحتفل الكنيسة المقدّسة في الثامن 8 من كانون الأول بعيد الحبل بسيّدتنا مريم العذراء، في أحشاء والدتها القدّيسة حنة، بريئة من وصمة الخطيئة الأصليّة.
وهذا كان اعتقاد الكنيسة الشرقيّة منذ العصور الأولى، يوم كانت تعيّد “لحبل حنّة” بوالدة الإله.
الثالوث الأقدس اختارها لتكون امّاً للكلمة المتجسّد، فنناديها بهذا النشيد: “أيتها المباركة في النساء، يا مَن بواسطتها استؤصلت لعنةُ الأرض… ايتها العفيفة المملوءة من محاسن القداسة التي يعجز فمي عن وصف قَدْرِها السامي. المجد للآب الذي اختار مريم من بين القبائل جميعها. والسجود للإبن الذي أشرقَ منها بقداسة. والشكر للروح القدس الذي ملأها غنىً وثروةً وافرة من النعم”.

وتدليلاً على شرف العذراء وبراءتها من الخطيئة الأصليّة، تفيض تلك الصلوات بوصفها بأجمل النعوت وابدعها. وتُلمِع إلى ما قاله الله للحيّة بعد السقطة الآدميّة: “اجعل عداوةً بينك وبين المرأة فهي تسحق رأسكِ” (تكوين 3: 15). وتجعل المقابلة بين حواء الأولى وحواء الثانية أي العذراء. فإن تلكَ سبّبَت الموت للجنس البشريّ، وهذه وَلَدَت الحياة للعالم. وكفى بقول الملاك لها في بشارته إياها: يا ممتلئة نعمة.
وأقوال الآباء القدّيسين وملافنة الكنيسة صادعةٌ بهذه العقيدة عبر الأجيال. وقد طالما لقّبتها الكنيسة وما زالت تنادي بها: تابوت العهد، وبيت الذهب، وسلطانة السموات والأرض، وسلطانة الحبل بلا دنس، وأم الحياة، وأم النور.
وقد أصبحت هذه الحقيقة عقيدة إيمانيّة يوم قام البابا بيوس التاسع من الثامن من شهر كانون الأول سنة 1854، يُعلن بسلطانه الأعلى المعصوم عن الغلط:
“إنّ مريم البتول قد تنزّهت عن الخطيئة الأصليّة. وأنّ الله وقى نفسها من تلك الخطيئة الجديّة منذ الدقيقة الأولى، وذلك مِنَّةٌ خاصّة منه، بفضل استحقاقات ابنه الوحيد سيّدنا يسوع المسيح مخلّص البشر.

وفي سنة 1858، كان ظهور العذراء للابنة برناديت في قرية لورد، اثباتاً وتأكيداً لهذه العقيدة؛ إذ قالت لبرناديت – لمّا سألتها مَن أنتِ؟ – “أنا هي الحبل بلا دنَس”. وانتشرت اخويات الحبل بلا دنس في الغرب والشرق تضمّ الألوف تحت راية العذراء المجيدة. وبعد مرور مئة سنة على تلك العقيدة اقام لها السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر التذكار المئوي الأول في السنة 1954، والتي أعلنها سنة مريميّة وقد احتفل بها لبنان في تلك السنة، احتفالاً باهراً.

وقانا الله بشفاعتها من كلّ شرّ روحيّ وزمنيّ. آمين.


من أقوال السيدة العذراء

لن تكون هنالك نهاية تعيسة لأحد المتعبدين لورديتي، إذا كان خاطئاً سيرتد إلـى الإيمان الحقيقي، وإذا كان صالحاً سيستمر في حالة النعمة حتى النهاية.


من العذراء نطلب

فعل التكريس الدائـم لمريم البريئة من الدنس

أيتها البتول، سلطانة السماء والأرض، ملجأ الخطـأة، وأمنـا الـمحبوبـة، يا من وهبكِ الله ان تكوني أميـنة لكنوز رحـمته، انى انطرح أمامكِ بكل تواضع أنا الخاطئ الشقي، أن تقبليني بكلّيتي ملكاً لكِ وأن تفعلي بي وبكل قوتي وجسدي ونفسي، وبحياتـي بكاملهـا، وبـموتي وأبديتـي ما يسرّ قلبكِ. افعلي بـي كما فعل الرب بكِ ليتحقق ما هو مكتوب:ِ”ستسحق رأس الحيّة”، ومن أجل هذا ومن خلالها وحدها كل الهرطقات قد تبددت. ها آنذا أيتها البتول ذو اليد الرحيمة اجعليني آداة طيّعة فى يديك لأعرّف العديد من النفوس الضالة أن تحبك وبهذا أساهم بطريقة أعظم فى تثبيت مملكة يسوع الـمسيح. لأنه فى الحقيقة من خلالكِ ستتحول وستتقدس النفوس ولأن كل النعِم تـمر الينـا من قلب يسوع الأقدس عبر يديكِ. آمين.


نصلي المسبحة الوردية

أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.

اسرار الفرح

(ليومي الإثنين والسبت)

اسرار النور

(ليوم الخميس)

اسرار الحزن

(ليومي الثلاثاء والجمعة)

اسرار المجد

(ليومي الأحد والأربعاء)


صلوات البابا فرنسيس

الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:

الصلاة الأولى

يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.

ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.

تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.

الصلاة الثانية 

تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.

يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.

أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.

يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.

يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.

قد يعجبك ايضاً
تعليق 1
  1. Antoinette kozman

    اشكر الله من كل قلبي علي هذه القراءات الراءعة للشهر المريمي لما لها من نفع كبير من الناحية الروحية والايمانية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.