اليوم الخامس والعشرون – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء

باقة حب لمريم العذراءباقة اليوم الخامس والعشرون


صلاة

أيتها الأم، ساعدي إيماننا! افتحي إصغاءنا للكلمة، كي نتعرف على صوت الله وعلى دعوته. ايقظي فينا الرغبة في اتباع خطواته، خارجين من أرضنا ومحتضنين وعدَه. ساعدينا في أن نسلم أنفسنا لتلمسنا محبته، وكي نتمكن من أن نلمسه بالإيمان. ساعدينا في أن نثق فيه كليًّا، وفي الإيمان بمحبته، لا سيما في أوقات الشقاء والصليب، عندما يكون إيماننا مدعو للنضج. أبذري في إيماننا فرحة القائم من بين الأموات. ذكِّرينا بأن مَن يؤمن ليس وحيدا البتة. علمينا أن ننظر بأعين يسوع، حتى يكون هو نور طريقنا. حتى ينمو نور الإيمان هذا فينا دائما، إلى أن يأتي ذاك اليوم الذي لا يعرف غروبا، والذي هو المسيح ذاته، ابنك، وربنا!


تأمل

عجيبة هي قوة شفاعتك يا والدة الإله؛ فأنت أم قادرة رحيمة معينة، ساعدينا لنكمل طريق خلاصنا بخوف ورعدة، فأنت سريعة المعونة وقريبة منا على الدوام، نتطلع إليك بعين الإيمان لكي تنحل قيودنا وتنطفئ عنا نار غضب العدو الشرير فيرتد عنا ..
شفاعتك قوية ومقبولة عند مخلصنا؛ تفيض مسحة شفاء وعطر حياة .. وموضوع خلاصنا هو قريب من قلبك يا أم الخلاص .. كوني ناظرة إلينا من المواضع العلوية؛ شفيعة لنا أمام صانع الكل كي ينظر


من اقوال القديسين

أني أحييّك أيتها البتول الطاهرة وأم الله القديرة وأختارك أمآ حبيبة وأتوسل أليك
أن تقبليني أبنآ لك وخادمآ مخلصآ فأني لاأريد بعد الآن أمآ وسيّدة سواك..
أني أتضرع أليك أيتها الأم الحبيبة أن تذكري أنك في غاية القدرة وأني خليقة فقيرة صغيرة ضعيفة
فأعضديني وأحميني أيتها الأم الرؤوف في جميع أعمالي لأني فقير معدم
وعاجز في أشد الحاجة الى حمايتك القديرة ومعونتك الوالدية….

(القديس فرنسيس السالسي)


مريم العذراء

من رسائل العذراء في مديغورييه

اولادي الأحبّة،
اليوم ايضاً، على ذراعي احمل لكم ابني يسوع وأطلب منه السلام لكم والسلام في وسطكم.
صلّوا واعبدوا ابني حتى يدخل سلامه وفرحه الى داخل قلوبكم.
انا أصلّي من اجلكم حتى تكونوا جميعاً منفتحين اكثر الى اللصلاة.
اشكركم على استجابتكم لندائي. (25/12/2014)


في المسبحة الوردية

لماذا نصلّي الوردية الى مريم؟ لأنّها أمّ الله وأمّنا، ولأنّها الشفيعة والمثال لكلّ واحد منّا في التتلمذ ليسوع. لقد سارت مريم على درب التتلمذ فكانت التلميذة الأمينة، لم تكن تملّ من التعرّف كلّ يوم أكثر على سرّ ابنها. والى جانب كونها التلميذة الأمينة الوفيّة لسرّ يسوع، صارت مريم أيضاً المعلّمة في الإيمان، تعلّم تلاميذ الإبن كيف يحيون سرّ الوفاء للمسيح.
نصلّي لمريم لترشدنا الى طريق الإبن، ومعها نصلّي الى المسيح هدف كلّ صلواتنا، حتى عندما نصلّي المسبحة ونرّدد مرْة تلوة الأخرى اسم مريم، فأنّنا نصلّى الى المسيح، مع مريم نصلّي الى السيّد ونرفع له وجودنا باسره عبر صلاة والدته القدّيسة.


حكايا مريمية

كان الشاب “اندراوس كورسيني” من اسرة نبيلة، واعتاد على حياة الطيش واللهو. وفي احد الايام عاد الى قصره في الهزيع الاخير من الليل. فوجد امه جاثية امام صورة العذراء تصلي منتظرة عودة ابنها الوحيد الذي علقت عليه الآمال. حاول الشاب ان يخفي قدومه فانسل الى غرفته بهدوء. لكن امه احست بوطأة قدميه فابتدرته بالكلام قائلة: حتى متى يا بني تمزق قلبي بطيشك ؟ اني اتركك منذ هذه اللحظة بين يدي السيدة العذراء فلتساعدك الأم القديسة.

تأثر الشاب من هذا العتاب الرقيق فاعتذر الى أمه ووعدها بتغيير سيرته. ولما اختلى الى نفسه استعاد ذكريات طفولته يوم كانت امه ترافقه الى هذا المكان فيركعان سوية امام العذراء ويصليان بخشوع.

في الصباح الباكر خرج من القصر لا يلوي على شئ، لكنه مر بكنيسة فشعر بالرغبة بدخولها وجثا امام مذبح العذراء باكياً متنهداً. وفي تلك الساعة حدث ما غير مجرى حياته كلياً اذ قرر هجر العالم واعتناق الحياة الرهبانية، ولما اطلع امه على قراره شجعته وعانقته متمنية له النجاح وشاكرة السماء. لقد اصبح هذا الشاب مثالا وقدوة في الدير وتوغل في طريق الكمال الروحي حتى اضحى في عداد القديسين الذين تكرمهم الكنيسة.


اعياد مريمية

عيد مريم التي تحل العقد (28 أيلول)

لوحتها مُكَرَّمة في كنيسة القديس بطرس في اوغسبرغ (ألمانيا) منذ سنة 1700

استوحى رسام لوحة “العذراء التي تحل العقد” (وهو مجهول الهوية) تأمّلَهُ من القديس إيريناوس (أسقف ليون- فرنسا. إستشهد سنة 208م) ألذي، في ضوء التقارب الذي اكتشفه القديس بولس بين آدم والمسيح، أوجِدَ تَقارُباً بين حوّاء والعذراء. وهو يقول: “إنّ حوّاء بمَعصِيَتِها عَقَدَت الشقاء للبشريّة، بينما على عكس ذلك، مريم بطاعَتها حَلّت العقدة”.

نَعَم، إنّ العذراء مريم، التي تُرافقها آية عجيبة من السماء، تريد أن تأتي لِمعونتنا. أليست هي أمّنا وملكة كلّ رحمة؟ في السماء، هي تشفع بنا على الدوام وأمومَتها المُحِبّة تهتمّ أكثر من أيّ وقت مضى بأولادها الذين تحيط بهم المخاطر، وتشلّ عنهم عقد الشيطان المتسلّط. إنّها تُصَلّي من أجلنا ليسوعها المملوء محبة وهل يُمكن ليسوع أن يَزْدَري طلبات أمِّهِ؟ هل من الممكن ألّا يستجيب لها الرب؟


من أقوال السيدة العذراء

“أطلب أن يستمرّ العالم بصنع مسابح الورديّة، وارسال الصلوات، خطوة خطوة عبر العالم.لأني ما زلت أعدكم بأنكم اذا استمعتم الى ارشاداتي، المعطاة عبر ابني، بالآب والروح القدس – أعدكم أن أعمل كل ما باستطاعتي، يا أولادي، حتى أخلّص حياتكم على الأرض; وأيضا، ولو عبرتم الى العالم الآخر، حتى أنقذكم من الهلاك الأبدي بواسطة ثوب الكرمل والمسبحة الورديّة”.


من العذراء نطلب

يا مريم العذراء الطاهرة الفائقة القداسة، يا أمّي، ألتجئ إليك اليوم – أنا أحقر الخطأة – يا أمّ مخلّصي.
أعظّمك، أيتها الملكة العظيمة، على جميع النِعم التي استمديتها لي،
وخصوصاً على أنّكِ نجيتني من الجحيم، الذي استحققته مراراً.
أحبّك يا سيدتي اللطيفة، و حبّاً لكِ، أكرّس ذاتي لخدمتك للأبد،
وأوجّه كلّ جهودي ليحبك الآخرون أيضاً. أضع كلّ آمالي فيك و خلاصي بين يديك. آمين.


نصلي المسبحة الوردية

أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.

اسرار الفرح

(ليومي الإثنين والسبت)

اسرار النور

(ليوم الخميس)

اسرار الحزن

(ليومي الثلاثاء والجمعة)

اسرار المجد

(ليومي الأحد والأربعاء)


صلوات البابا فرنسيس

الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:

الصلاة الأولى

يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.

ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.

تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.

الصلاة الثانية 

تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.

يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.

أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.

يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.

يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.

قد يعجبك ايضاً
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.