اليوم الخامس عشر – الشهر المريمي، باقة حُبّ لمريم العذراء

باقة حب لمريم العذراءباقة اليوم الخامس عشر


صلاة

أيتها البتول الفائقة القداسة، أمّ سيدنا يسوع المسيح، بحق الحزن الغامر الذي اختبرته عندما شهدتِ عذاب، صلب، وموت ابنك الإله، انظري إليّ بعين الشفقة، وأيقظي في قلبي إحساس المؤاساة الرقيقة للمعذبين، ومقتاً صادقاً لخطاياي، حتى إذا ما تحررتُ من الميول غير الضرورية تجاه الأفراح الزائلة على هذه الأرض، أتوق إلى أورشليم السماوية و تتجه كل أفكاري وأفعالي من الآن فصاعداً تجاه هذا الهدف الذي أرغب به كثيراً. التسبيح، المجد، والحب لربنا يسوع، ولأمّ الله القديسة الطاهرة مريم العذراء.


تأمل

إنك يا عذراء تفتحين ابواب الفردوس. كانت حوّاء قد اغلقتها، عندما قطفت ثمرة الشجرة المحرّمة، علّة الموت. اما انت، ففيما كان معلّق على اغصان الصليب – ثمرة الخلاص ابنك، آسيته بدموعك التي بها عاد الفرح الى العالم. وقُدتِ ابناء التبني الى عُلى السماوات التي استعدتِ مفتاحها.


من اقوال القديسين

 من يدّعي الحصول على النِّعم بمعزل عن وساطة مريم يحاكي من يدّعي القدرة على الطيران بلا أجنحة. فقد أوكل اليها الله خلاصنا. (القديس أنتونان)


مريم العذراء

من رسائل العذراء في مديغورييه

أولادي الأحبّة،

انتم غير واعون على النِعم التي تعيشونها في هذا الوقت والتي فيها يعطيكم العليّ علامات لكي تنفتحوا وترتدّوا.
عودوا الى الله والى الصلاة، ولتبدأ الصلاة بأن تملك وتسود في قلوبكم وعائلاتكم ومجتمعاتكم، حتى يتمكن الروح القدس بأن يقودكم ويُلهمكم كل يوم كي تصبحوا اكثر انفتاحاً على ارادة الله وعلى مخططه لكل واحد منكم.
أنا معكم ومع القديسين والملائكة تتشفّع لكم .
أشكركم على تلبيتكم ندائي . (25/7/2014)


في المسبحة الوردية

إنها لصلاة إلهية أكثر من غيرها، بعد ذبيحة القدّاس المقدسة. (القدّيس شارل بوروميو).


حكايا مريمية

مريم شفيعة المنازعين

مؤسسة “الماء الحي” التابعة لجمعية المرسلين قد افتتحت فرعا في ليما واستثمرت في مطعم. يوما حجزت عائلة اجمل مائدة لتحتفل باليوبيل الاربعين لزواج الوالدين في جو من السعادة. علم المشرف على المطعم ان رب الأسرة مصاباً بسرطان في الحنجرة فضاعف الاهتمام فيهم وأسرف في تكريمهم.
في نهاية الوجبة فاجأهم بوضع حمامتين من الزجاج مصحوبتين بصورة السيدة العذراء ووضعها على المائدة.
صفّق جميع الموجودين في المطعم وانشدوا السلام عليك يا مريم. وهنأوا الزوجين. فقال لهم الابن البكر بخجل “لكننا يهود”. وقد تأثر جميع افراد العائلة عندما سمعوا الجميع يصلّون من اجلهم.

في اليوم التالي رجع الابن البكر الى المطعم في الصباح حاملا باقة رائعة من الزنبق الابيض وقال: “هذه الزهور هي للسيدة العذراء تعبيراً عن شكرنا لها. فقد بلغ سرور والديّ بسهرة الامس وكان كل حديثهما هذا الصباح حول مؤسسة الماء الحي. وقال والدي الذي هو في الواقع ملحد “لو استطعت لأنشدت للسيدة العذراء مع الاخرين!”
وتتالت الايام والشهور وبين الفينة والفينة كان ابن الاسرة البكر يتوقف في مركز الماء الحي كي يضع باقات من الزهور عند اقدام السيدة العذراء ويلتمس الصلاة من اجل والده الذي كانت حالته تتفاقم سوءاً .

في نهاية شهر تموز وقد مر سنة ونصف على الاحتفال باليوبيل في المطعم ، قال الابن للمشرفين في المؤسسة:
“لقد امسى والدي على شفا الموت ، فأرجوكم ان تكثّفوا الصلاة من اجله”. فوعدوه بذلك.
عاد اليهم في عيد سيدة الوردية وروى لهم :
“هل تذكرون زيارتي الاخيرة ؟ في ذلك اليوم عينه دخل والدي مرحلة النزاع. وفي اضطرابي وحيرتي اخذت اتلو صلاة ابانا الذي في السماوات قريبا من اذنه. فكان يدفع يدي بعيدا ثلاث مرات لإشعاري بأنه غير راغب في سماعي. لكني واصلت الصلاة وكنت واثقاً من انكم تصلّون معي. بغتةً ذُهلت عندما سمعت والدي يقول بكل هدوء “اغفر لي، يا رب”. وفي الحال اشرق وجهه بسجوّ مذهل . وبعد نصف ساعة في الساعة التي تعودتم انشاد “السلام عليك يا مريم”، غادرنا بسكون.
الا تظنون مثلي ان والدي نال غفران الله وان مريم هي التي حصلت له عليه. فمنذ زيارتنا الاولى شرعنا انا وهو بتباحث في امور الله. فقد دخل ابي حياة الحق حين انشدتم ترنيمة السلام عليك يا مريم. وانا راغب في تلقّي العماد المقدس.


اعياد مريمية

عيد مريم سيدة الأحزان (يوم 15 أيلول – سبتمبر)

هو عيد تذكاري بدأ فـى الإحتفال بـه من بدايـة القرن الثانـي عشر ثـم بدأ في الإنتشار بين مكرمـي العذراء في كل العالـم وتمت إضافتـه إلـى قائـمة الأعياد الـمريـمية بمعرفـة البابا بندكيت الثامن في عام 1482 وأيضاً البابا بيوس السابع في عام 1814 الذي أعلن إمتداد هذا العيـد لكل الكنيسة فـي العالـم أجـمع.
ويسمى هذا العيد أيضاً بعيد أحزان مريم السبعة، وفي هذا اليوم يتم التركيـز على التأمـل في آلام وأحزان مريم العذراء من خلال سر الخلاص وخاصة وقت نزاع يسوع وموتـه على الصليب (يوحنا25:19). وفي طقس الكنيسة الكاثوليكية الغربيـة يتم قراءة نصوص من الكتاب المقدس تتناول آلام السيد الـمسيح (عبرانيين7:5-9) ونبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35). وبالتأمـل فـى أحزان مـريـم أمنـا يـمكننـا أن نتأمـل فـيـما إقترفنـاه من خطايـا نحو الله ومـا سببـته من آلام للرب يسوع وأمـه القديسة مريـم فنندم عليهـا ونتوب.

وأحزان القديسة مريم كما جاءت فى الكتاب الـمقدس تشمل:
نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)،
الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،
قتل أطفال بيت لحم (متى16:2-18)،
فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـي الهيكل (لوقا41:2-50)،
الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،
الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)
إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)، ثـم وضع يسوع في القبـر(يوحنا40:19-42).

وتأملنـا فـي كل تلك الآحزان يجعلنـا نفهـم أن العذراء مريـم قد إجتازت كل تلك الأحزان الأرضيـة بثقـة وإيـمان ورجـاء صادق في وعد الله بالحيـاة الأبـديـة، وهذا بالتالي يدفع فينـا الثقـة في التشبـه بهـا فـي كل ما قد نتعرض لـه على الأرض من آلام وأحزان فلا يهتـز إيـماننـا، وأيضاً يبث فينـا الرجـاء والثقـة انـه مهـما طلبنـا منهـا فهي تعرف من هـم الأبنـاء بكل مـا يتعرضون لـه من أحزان وضيق على الأرض فتصلّي وتتشفع من أجلنـا.


من أقوال السيدة العذراء

“في المطهر عدة درجات: أدناها الأقرب إلى الجحيم، وأعلاها تتفاوت قرباً من السماء. أكبر عدد من النفوس تغادر المطهر، ليس في “عيد الموتى” كما يعتقد البعض بل في “عيد الميلاد”.
وفي المطهر أنفس تتضرّع إلى الله بحرارة، لكن ليس لها على الأرض صديق أو قريب يصلي من أجلها. فيسمح الله بأن تستفيد من صلوات أشخاص آخرين يصلون على نية الأنفس المطهرية. وقد يسمح الله لهذه الأنفس بأن تُظهر نفسها، بأشكال مختلفة لأقاربها على الأرض، لكي يتذكر الناس وجود المطهر، ويتوسلوا إلى الله، الذي هو حق و عدل. معظم الناس يذهبون إلى المطهر، كثيرون يذهبون إلى الجحيم، و عدد قليل يذهب تواً إلى السماء”.

من اقوال السيدة العذراء في ميديوغوريه


من العذراء نطلب

يا سلطانة السموات وسيّدة الملائكة، أنت التي اختارك الله وأرسلك لسحق رأس الشيطان نطلب منك بتواضع أن ترسلي الطغمات السماويّة لكيما، حسب أوامرك، تلاحق الأشرار وتحاربهم في كلّ مكان ويقهروهم ويزجّوهم في الأعماق.

أيّتها الأمّ الصالحة والحنونة فأنت دومًا حبّنا ورجاؤنا. أرسلي، أيّتها الأم الإلهيّة، الملائكة القدّيسين ليحمونا ويطردوا عنّا بعيدًا العدو الظالم.

أيّها الملائكة القدّيسون ورؤساء الملائكة إحمونا واحرسونا. آمين.


نصلي المسبحة الوردية

أسرار الورديّة المقدّسة
أضغط على العناوين الملونة للأسرار، للإنتقال إليها بشكل مباشر.

اسرار الفرح

(ليومي الإثنين والسبت)

اسرار النور

(ليوم الخميس)

اسرار الحزن

(ليومي الثلاثاء والجمعة)

اسرار المجد

(ليومي الأحد والأربعاء)


صلوات البابا فرنسيس

الصلوات التي أعطاها لنا قداسة البابا فرنسيس لنصليها خلال الشهر المريمي بعد تلاوة المسبحة الوردية:

الصلاة الأولى

يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء. نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا لكي، وكما في عرس قانا الجليل، يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة.

ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب، إلى فرح القيامة. آمين.

تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة.

الصلاة الثانية 

تحت ظل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة. في هذا الوضع المأساوي المحمّل بالآلام والأحزان التي تستحوذ على العالم أجمع، نلتجئ إليك يا أمّ الله وأمّنا، ونلتجئ إلى حمايتك. أيتها العذراء مريم، أميلي عينيك الرحيمتين إلى وباء فيروس الكورونا هذا وعزِّي الضائعين والباكين موت أحبائهم الذين دُفنوا أحيانًا بأسلوب يجرح النفس. أعضدي الذين يغتمّون لأنهم، ولكي يمنعوا انتشار العدوى، لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من المرضى. إبعثي الثقة في الخائفين من أجل المستقبل الغامض والتبعات على الاقتصاد والعمل.

يا أمّ الله وأمنا توسّلي من أجلنا إلى الله، أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية ويعود أفق الرجاء والسلام. وكما في قانا الجليل، توسّطي لدى ابنك الإلهي، وأطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا ويفتح قلوبهم على الثقة. إحمي الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والمتطوّعين الذين وفي مرحلة الطوارئ هذه يقفون في الصفوف الأولى ويعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي تعبهم البطولي وامنحيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني بقرب الذي يعتنون بالمرضى ليلاً نهارًا وبقرب الكهنة الذين وبعناية راعوية والتزام إنجيلي يسعون لمساعدة وعضد الجميع.

أيتها العذراء القديسة أنيري عقول رجال ونساء العلم لكي يجدوا الحلول الصحيحة للتغلُّب على هذا الفيروس. ساعدي مسؤولي الأمم لكي يعملوا بحكمة وعناية وسخاء وينقذوا الذين ينقصهم الضروري للعيش وينظّموا حلولاً اجتماعيّة واقتصادية بفطنة وروح تضامن.

يا مريم الكليّة القداسة إلمسي الضمائر لكي تُوجَّه َالمبالغ الماليّة الهائلة التي تُستعمل لتنمية وتحسين الأسلحة لتعزيز دراسات ملائمة للوقاية من كوارث مماثلة في المستقبل. أيتها الأم الحبيبة أنمي في العالم حسَّ الانتماء إلى عائلة واحدة كبيرة في اليقين للرابط الذي يجمعنا جميعًا لكي وبروح أخوي وتضامني نساعد الذين يعيشون في الفقر وأوضاع البؤس. شجّعينا على الثبات في الإيمان والمثابرة في الخدمة والمواظبة على الصلاة.

يا مريم معزيّة الحزانى عانقي جميع أبنائك المعذبين وأطلبي من الله أن يتدخّل بيده القديرة ويحرّرنا من هذا الوباء الرهيب لكي تستعيد الحياة مسيرتها الطبيعية بسلام وسكينة. نوكل أنفسنا إليكِ أنتِ التي تُشعّين في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء، يا شفوقة، يا رؤوفة يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.

قد يعجبك ايضاً
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.