نظرة مريم

مريم

تنظر مريمُ إليَّ بحنان وحبّ رائعين!

فتعكس محبّتُها محبةَ الله. تنظر إليَّ بنظرة ابنها، نظرة الله البشريّة. وتحت نظرتها أنفتح وأنتعش أنا الخاطئ المتقوقع.
كلّ ما في حياتي من “لاءات” ومن أفعالِ رفضٍ للحبّ ومن نظرات طمع نـحو الكائنات، يذهب بعيدًا عنّي: فأؤمن بأنّي مسامَح، بل أعلم أنّه مغفور لي.

نظرة الأمّ التي تخصّني بها مريم تفتح لي طريق نظرة الله الأبويّة ونظرته كأمّ أيضًا. أعرف أنّ باستطاعتي أن أصبح كلّ يوم أكثر استجابة لله على غرار مريم وعلى مثال المسيح.

أريد أن أسعى إلى تحقيق ذلك، أريد أن أبعِد نظري عن نفسي لأوجّهه بدون كلل نـحو الله ونـحو البشر الذين تحيط بهم جميعًا نظرةُ الله الممتلئة محبّة. “إنّه يتذكّر رحمته”.

أنظر إلى مريم، أنظر إليها وهي تنظر إليَّ. ما أجمل هذا التبادل في النظرات! أذكر هذا الطفل الرضيع الذي غاصت نظرته في نظرة أمّه.
إنَّه تبادلُ حبّ صامت لا ينضب. ليت تأمّلي يصبح مثل تلك النظرة!
لا حاجة إلى الكلمات، لا حاجة إلى الجمل، إنّها نظرةُ إعجاب، نظرةُ حبّ، نظرةٌ ترضى بأن تكون موضع حبّ. أمّي أتيتُ فقط لأنظر إليكِ، لأغوص بنظري في عينيك اللتين يحبّهما الله.

قد يعجبك ايضاً
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.